قوة الفكاهة

قوة الفكاهة

نظرة تاريخية على الفكاهة

تخيل عزيزي القارئ وأنت ترى جدك الذي كان من أحد رجال الكهوف وهو يضحك سعيدًا لأنه وجد طعاماً بينما فريسته تتلوى ألماً من الرمح المغروس في جسدها، وقد تتساءل هل وُلِدَ الضحك في لحظةٍ دموية كهذه؟!

ويجيب عن سؤالك هذا فرويد الذي يرى أن السخرية وُلِدَت من رحم القسوة، فنحن نضحك على مآسي الآخرين وعثراتهم لنشعر أننا على ما يرام، فنضحك مثلًا على من ينزلق على قشرة موز! ويعلق عالم النفس الشهير ليفكورت على هذا المثال بأن البدائيين الذين يعيشون ظروفًا قاسيةً في الطبيعة قد يميلون لا إرادياً للضحك على عثرات غيرهم ليشعروا بأنهم بخير.

وكل هذا يعطي تفسيرًا منطقيًّا لاعتبار الإغريق القدماء مثل أرسطو أن الضحك شيءٌ عدواني، أما رود مارتن (عالم النفس في جامعة ويسترن أونتاريو الذي يدرس طريقة استعمال الناس للفكاهة) يرى أن الدعابة سلاحٌ ذو حدين، يمكن أن تكون سبباً لعلاقاتٍ أفضل وتساعدك على التأقلم مع الحياة، أو يمكن أن تكون مدمرةً وتقضي على احترام الذات وتثير عداوة الآخرين، فيصف مارتن الفكاهة: “إنها شكلٌ من أشكال الاتصال مثل الكلام وجميعنا نستخدمها بأشكال مختلفة”.

نحن نستخدم روح الدعابة لتعزيز روابطنا الاجتماعية، ولكننا قد نستخدمها أيضًا كوسيلة لاستبعاد أو رفض الأشخاص، ولكن هل الفكاهة بالنسبة لعلماء النفس شيءٌ مفيدٌ أم ضار؟ وهل لها أثر على الأمراض النفسية؟ وهل يقتصر تأثيرها على النفس فقط؟ وهل لها تأثير على الجسد أيضاً؟ وهل هناك أنواع للفكاهة؟ وهل لها دورٌ في تكوين العلاقات؟ وهل القائد الفكاهي أفضل أم القائد الجاد؟ كل هذا سنتطرق إليه في الفقرات القادمة.(1)

الفكاهة في علم النفس

يرى علماء النفس أن الكوميديين يستحقون الامتنان العميق والصادق حيث إنهم ليسوا مجرد مضحكين، نحن في الواقع نحتاج إليهم، ويعتبر جورج فاليانت (الطبيب النفسي والباحث الشهير في تنمية البالغين) أن الفكاهة هي نوعٌ صحيٌّ من الدروع النفسية، حتى أن سيغموند فرويد يرى أن “الفكاهة يمكن اعتبارها من أرقى العمليات الدفاعية” فهي لديها القدرة على حمايتنا والارتقاء بنا من خلال مجموعة من الطرق، حيث ترتبط الفكاهة بالرضا في العلاقات وكذلك احترام الذات وهي سببٌ للبهجة، إنها بمثابة حماية نفسية للأشخاص الذين يتعاملون مع آثار الصدمة.(2)

فعندما نستخدم الفكاهة المعززة للذات على سبيل المثال، فإننا نرتدي درعًا نفسيًّا صحيًّا يساعدنا في تخطي اللحظات المزعجة في ضوءٍ مُنعشٍ أكثر قبولًا، قد تكون ظروفك مثل الليمون الحامض الذى يتحول إلى عصير الليمون باستخدام الفكاهة، ولكن حتى لو لم نتمكن من إعادة صياغة وضعنا أو لا نريد ذلك، فإن جرعةً من الكوميديا ​​تساعدنا على رفع معنوياتنا وتهدئة قلقنا، وقد قدم الدالاي لاما الرابع عشر جوهرةً ساطعة من الفكاهة المعززة للذات لنستخلص منها عندما قال:«إذا كنت تعتقد أنك صغيرٌ جدًا بحيث لا يمكنك إحداث فرق، فحاول النوم مع بعوضة».(2)

الفكاهة والأمراض النفسية

أولًا: العلاقة بين الفكاهة والاكتئاب. نظرت دراسة حديثة في العلاقة بين أنماط الفكاهة والاكتئاب حيث لاحظ العلماء ارتباط تسجيل درجات عالية في أسلوبي الفكاهة الإيجابي بالعديد من النتائج الصحية الإيجابية، مثل أن تكون أكثر سعادة وأن تكون لديك علاقات صحية من ناحية أخرى، فإن الحصول على درجات عالية في أنماط الفكاهة السلبية يمكن أن يكون له تأثيرٌ سلبي على صحة الفرد.(3)

وأراد الباحثون اختبار ما إذا كان الأشخاص المصابون بالاكتئاب يسجلون درجاتٍ عالية في نمطي الفكاهة السلبيين، ومنخفضة في الأسلوبين الإيجابيين، حيث أظهرت نتائج الدراسة أولًا: أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمرتين ونصف من الرجال، وهي حقيقة عُثِرَ عليها في دراسات أخرى.

ثانيًا: كما هو متوقع استخدم الأشخاص المصابون بالاكتئاب روح الدعابة المهزومة للذات أكثر من الأشخاص غير المصابين بالاكتئاب. (3)

كيفية استخدام الفكاهة لترويض التوتر

نشرت مقالات حديثة في New York Times و Economist تذكر أن الضحك يساعد في تخفيف التوتر وخفض ضغط الدم، ويساعدهم أيضاً على أن يصبحوا أكثر مرونة، بالإضافة إلى الفوائد المحتملة الأخرى. وركز نهج درو في استخدام الفكاهة لإدارة التوتر على ما يسميه “4R’s”: وهو باختصار -عزيزي القارئ- الرفض وإعادة النظر في المشاكل والتخفيف والتحديث، وتلك طريقة صيغت للتفكير في كيفية استخدام الفكاهة بشكل استراتيجي لإدارة التوتر خلال الأوقات العصيبة المفاجئة. (4)

الخطوة الأولى: الرفض

على سبيل المثال: قد تتوتر بسبب عملك وزوجك أو بسبب الوباء، أو قد لا ترغب في ترك عملك وترك زوجتك، لكن يمكنك بالتأكيد مشاهدة أخبار أقل وإبعاد هاتفك، قد لا يكون رفض الضغوطات أمرًا فكاهيًّا، لكنه خطوة أولى حيوية، ويمكن جعل ذلك أمرًا ممتعًا من خلال جعل ذلك على هيئة لعبة، أما درو يقترح إنشاء قائمة “لا يجب” بكل الأشياء التي ستتوقف عن فعلها. (4)

الخطوة الثانية: إعادة النظر

تبدأ الفكاهة في الظهور في تلك الخطوة عندما نبدأ في إعادة صياغة مسببات التوتر لدينا، ربما لا يمكنك رفض كل ما يسبب لك التوتر وبالتالي يمكنك محاولة إعادة صياغتها، قد يعني هذا تحويلهم إلى لعبة، أو كما يوصي درو بالاحتفاظ بدفتر يوميات فكاهي يحتوي على الأشياء التي تضيف روح الدعابة إلى حياتك. إذا كنت لا تعتبر نفسك شخصًا مضحكًا يقترح درو أن تكون باحثًا عن الفكاهة ومقتنيًّا لها، اِجمع وشارك الأشياء التي تجعلك تضحك وأضف الدعابة إلى حياتك لتبدأ في تخفيف توترك. (4)

الخطوة الثالثة والرابعة: التخفيف والتحديث

إن كنت محبطًا قليلًا في ضوء وبائنا الحالي حيث أصبح التوتر يتبعك في كل مكان تذهب إليه الآن، فقد تتساءل هل أحضرت قناعي؟ هل أنا بعيد بما فيه الكفاية عن الناس؟ هل أنا مصاب بـ COVID-19؟ لذا بدلًا من السفر، فكر في كيفية أخذ فترات راحة لتجديد نشاطك، استمتع بإجازات، وسافر حول العالم عبر خرائط Google، وابحث عن طريقة للاسترخاء في منزلك. ولا تجعل فترات الراحة تقتصر على أسبوعين فقط في السنة أو حتى عطلة نهاية الأسبوع.
ويقترح درو أيضًا تقنية بومودورو حيث تعمل لمدة 25 دقيقة ثم تأخذ استراحة لمدة خمس دقائق. ويمكنك إضافة الفكاهة إلى فترة الراحة التي تبلغ مدتها خمس دقائق. وغيرها المزيد من تلك الفوائد الفسيولوجية للتخلص من التوتر.(4)

قوة الفكاهة

الفكاهة تقلل التوتر

يسبب الضحك إفراز الإندورفين الذي يجعلنا نشعر بالراحة، عندما نكون أكثر سعادة، وبالتالي يتلاشى التوتر. ضع في اعتبارك أن في وقتٍ مليئٍ بالتوتر أو الحزن الشديد ليس من المألوف خلال تلك الفترة أن يقول شخص ما شيئًا مضحكًا بشكل غريب، هذه هي الفكاهة، وإن كانت في غير محلها، فهي التي تكسر التوترات وتقوي الروابط والعلاقات ويمكن القيام بذلك في العمل بهدف تخفيف التوتر.

هناك قول مأثور عن ذلك:

«أولئك الذين يحبون عملهم لا يعملون يومًا في حياتهم أبدًا!»

صحيحٌ أن الفكاهة تعني المتعة عندما نستمتع، فإننا نستمتع بما نقوم به من أعمال شاقة من خلال الفكاهة، حيث أصبحت العديد من المنظمات حريصة على التوازن بين العمل والحياة من خلال دمج الوقت (وتحديد أماكن) للعب والمتعة والضحك في العمل. تعمل هذه المبادرات على تقليل مستويات التوتر وزيادة الإنتاجية في نهاية المطاف. (5)

الفكاهة تسهل وتقوي العلاقات

عندما نضحك مع الآخرين نصنع الذكريات ونقوي علاقاتنا، يتذكر الناس كيف يشعرهم الآخرون، حيث أننا غالبًا ما نتواصل مع أولئك السعداء والمضحكين، حيث إن الكثيرين يرغبون في قضاء الوقت مع الآخرين الذين لديهم نظرة إيجابية.

بالإضافة إلى ما ذُكِرَ سابقًا، فإن الفكاهة تساعدك على تخطي مواقف العمل الصعبة، على سبيل المثال: عندما يسخر القائد من نفسه يجد الموظفون أن القائد أكثر ارتباطًا بهم وهذا يعزز علاقة أفضل بشكلٍ عام ويسبب زيادة الإنتاجية، ولكن بالطبع على القائد أن يحدد الوقت والمكان المناسبين للفكاهة. (5)

الجانب الجنسي من الفكاهة

وجد علماء النفس المتخصصون في البحث عن الفكاهة، أن كلًّا من الرجل والمرأة يكون حريصًا على اختيار شريك حياة يتمتع بحس الفكاهة، حيث إن النساء تفضل الرجال القادرين على خلق الفكاهة أما الرجال فيريدون شريكًا يضحك على تصرفاتهم الغريبة ويقدر فكاهتهم، وتهتم النساء أكثر من الرجال بالحرص على الحصول على شريك حياة يتمتع بحس الفكاهة، وذلك لأن الرجال المضحكين يميلون إلى التفكير خارج الصندوق، كما أن لديهم رؤية مزدوجة، أي القدرة على فهم وجهة نظر الآخرين، وتلك سماتٌ جذابة بشكلٍ خاصٍّ للنساء. (6)

بالإضافة إلى أن الفكاهة تساهم بشكل عام في جعل الزيجات تميل إلى أن تستمر لفترة أطول، حيث أظهرت دراسات إضافية أن الأشخاص الذين يمزحون مع أزواجهم في المواقف اليومية يميلون إلى أن يكونوا أكثر سعادةً في زواجهم من الأزواج الذين لا يمزحون، حيث تلعب الدعابة دورًا في نزع فتيل التوتر والصراع، وينصح أ.نيلسن (أستاذ اللسانيات في جامعة ولاية أريزونا في تيمبي وخبير الفكاهة) بأن من الأفضل للمرأة أن تجد رجلًا يتمتع بروح الدعابة، لأن هذا مؤشرٌ على احترامه لذاته واستعداده لأن يكون داعمًا. (6)

الأثر الصحي للفكاهة

يحفز الضحك مسكنات الألم الطبيعية ومحسنات المزاج المعروفة باسم الإندورفين، حيث يساهم الإندروفين في تقليل التوتر والألم وكذلك الاسترخاء التدريجي بالإضافة إلى أن الضحك يقوي نظام المناعة لدينا عن طريق خفض مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) الذي يثبط قدرات الجسم على الشفاء، بالإضافة إلى أن انخفاض مستوى الكورتيزول يسبب انخفاض ضغط الدم ويحسن الدورة الدموية ويريح العضلات، ويزيد الضحك أيضًا من الإبداع والإنتاجية ويساعد على التنفس وله تأثير مماثل لتأثير التنفس العميق على الجسم. (7)

الفكاهة والقيادة

يُنظر إلى القادة المتمتعين بروح الفكاهة على أنهم متواضعون ولطيفون وجيدون في تقليل التوتر في المواقف غير المريحة وقادرون على الضحك على أخطائهم، حيث تشير الدراسات إلى أن الأتباع يفضلون القادة الذين يتمتعون بحس الدعابة، حيث إنهم يعملون بجدية أكبر ويؤدون بشكل أفضل ويكونون أكثر رضا عن قائدهم، لكن لماذا؟ يفسر أتباع القادة أن القادة الذين يستخدمون الدعابة بأن العلاقة بينهم تصبح آمنة وودودة، حيث يدرك الأتباع أيضًا أن العلاقات بينهم وبين قائدهم  مبنية على الجانب الإنساني. (8)

ولعل أكثر أشكال الدعابة شيوعًا من حيث علاقتها بالتأثير على القيادة هي الفكاهة التي تنطوي على استخدام النكات والقصص المضحكة، حيث إن الفكاهة مهمة في العلاقات بين القائد وأتباعه لأنها تساعد في جعل التفاعلات الإنسانية أكثر إمتاعًا ولديها القدرة على نزع فتيل التوتر والصراع. وعلى القائد الابتعاد عن الفكاهة العدوانية التي تشمل مضايقة الآخرين والسخرية منهم حيث إن الدعابة العدوانية تنفر من يتلقاها وتجعل من يستمع إليها يشعر بالقلق وهم يتساءلون في داخلهم “هل أنا التالي؟” وعلى القائد أن يتجنب أيضًا السخرية وهي ببساطة كما يقول أوسكار وايلد: «السخرية هي أدنى شكل من أشكال الذكاء ولكنها أعلى شكل من أشكال الذكاء».

وقد يراودك تساؤل؛ لماذا على القائد أن يحذر من السخرية؟ لأنها ببساطة عزيزي القارئ تعابير تهدف إلى إيصال المعنى بطريقة فكاهية من خلال اللغة التي تشير إلى عكس ذلك، فعلى الرغم من أن السخرية هي واحدة من أكثر أشكال الدعابة شيوعًا، فإن الأبحاث تشير إلى أنها تؤدي في المقام الأول إلى الصراع بين الأشخاص، والسبب هو أن الناس لا “يفهمونها” دائمًا، فذاك يجعل الناس غير مرتاحين لأنهم يجدون صعوبة في تفسير الدافع وراء العبارة الساخرة؛ هل يحاولون أن يكونوا مضحكين؟ أم أن هناك تلميحًا من وراء تلك السخرية؟ (8)

أنواع الدعابة

النوع الأول: الدعابة العدائية

الفكاهة العدوانية هي بالضبط ما تبدو عليه، إنه نوعٌ غير صحي من الفكاهة التي تمزق العلاقات بالآخرين. يُستخدم هذا النوع العدواني من الفكاهة لانتقاد الآخرين والتلاعب بهم من خلال السخرية، ويكون الغرض منها تهديد الآخرين أو إيذائهم نفسيًّا، فهي نوعٌ من الفكاهة التي يستخدمها المتنمرون الذين يستهدفون مجموعةً من الناس، على سبيل المثال: النكات المتحيزة جنسيًّا، والعنصرية، والعرقية، والنكات العمرية، والنكات الدينية. (1)

ويكون لذلك النوع تأثيرٌ حاد، حيث إنه يسبب خسارةً واضحة لجميع المعنيين، ومثالٌ على ذلك النوع من الفكاهة: إخبار الأصدقاء بقصة محرجة عن صديق آخر، هي طريقة مقبولة اجتماعيًا لنشر العدوانية وجعل الآخرين يبدون سيئين حتى تبدو بمظهر جيد، وللأسف هذا أمرٌ شائع.

النوع الثاني: الفكاهة العدائية للذات

أو بمسمى آخر الفكاهة المدمرة للذات، وهي شكلٌ آخر ضار من الكوميديا ينطوي على إهانة أنفسنا والتقليل من شأنها. إنها سخرية من الذات على أمل كسب الناس، وهي مرتبطة بالضيق العاطفي، والشعور بعدم الرضا عن الحياة، وانخفاض الثقة بالنفس، وزيادة الاكتئاب.
قدم لنا رودني دانجرفيلد مثالًا على روح الدعابة العدائية للذات عندما قال ساخرًا: «أخبرني طبيبي النفسي أنني مجنون وقلت إنني أريد رأيًا ثانيًا، قال حسنًا أنت قبيح أيضًا»، في هذا النمط من الفكاهة، أنت أضحوكة الآخرين بمعنى آخر أنت مهرج بالنسبة لهم، ويقول علماء النفس أن عرض نفسك بشكل روتيني للإذلال يؤدي إلى تآكل احترامك لذاتك، ويزيد من الاكتئاب والقلق. (1)

النوع الثالث: الفكاهة المعززة للذات

يسميها علماء النفس الفكاهة المعززة للذات لأنك لست بحاجة إلى أشخاص آخرين للترفية عنك -إذا حدث شيء غريب أو مزعج- فأنت قادرٌ تمامًا على الضحك بمفردك، حيث إنه عندما يكون لديك منظور ساخر، من الصعب أن تظل قلقًا أو عدائيًا لفترة طويلة. الفكاهة المعززة للذات هذه هي أن تكون قادرًا على الضحك على نفسك، مثل إلقاء نكتة عندما يحدث لك شيء سيء، أو محاولة إيجاد الفكاهة في مواقف الحياة اليومية. (1)

النوع الرابع: الفكاهة المقوية للعلاقات

يتضمن هذا إخبار النكات عن الأشياء التي قد يجدها الجميع مضحكة، والهدف هو استخدام الفكاهة لجمع الناس معًا للعثور على الفكاهة في الحياة اليومية، ومن أشهر الكوميديين الذين يستخدمون هذا النوع من الفكاهة هو جيري ساينفيلد الذي يركز على الكوميديا في الحياة اليومية.

أما بالنسبة لعلماء النفس، فقام عالم النفس رود مارتن وزملاؤه بدراسة أنواع الفكاهة وطوروا استبيانًا لأساليب الفكاهة، الذي يقيس أنماط الفكاهة الأربعة، لذلك عندما نقول إن شخصًا ما يتمتع بروح الدعابة، فإننا نحتاج حقًا إلى معرفة نوع الدعابة التي يستخدمها الشخص، لأن أسلوب الفكاهة سيخلق انطباعات مختلفة للغاية. (1)

العلاقة بين أنماط الفكاهة والشخصية

حيث وُجِدَ أن الأشخاص الذين سجلوا درجاتٍ عالية في العصابية قد حصلوا على درجات منخفضة في نمطي الفكاهة الصحيين، حيث إن العصابية هي مؤشر على المرض النفسي. ويميل الشخص العصابي إلى زيادة التوتر والقلق أكثر من الأشخاص الأقل عصابية، وبالتالي ليس من المستغرب أن الأشخاص الذين يعانون من العصابية هم أقل عرضة لاستخدام أساليب الفكاهة الصحية، أو ربما لا يعرفون كيفية استخدامها بفعالية، نظرًا لأن الشخصية يمكن أن تتنبأ بالعديد من نتائج الحياة، مثل الأداء الوظيفي والرضا في العلاقات الرومانسية والعافية العقلية، يميل الأشخاص اللطفاء والودودون اجتماعيًّا إلى أن يكون لديهم أساليب فكاهة صحية، ومن المرجح أن يستخدموا الفكاهة للمساعدة في التعامل مع الشدائد الخاصة بهم ودعم الآخرين. (9)

شارك المقال:
0 0 votes
Article Rating
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي