كل ما تحتاج معرفته عن هشاشة العظام

هشاشة العظام.

يُعاني الكثير من كبارِ السن وخاصة النساء بعد انقطاع فترة الطَمْث من هشاشةِ العظام حيثُ يحدث كل عام حواليّ 9 مليون كسرًا في العظام عالميًا بسبب ضمور العظام أي تقريبًا واحد كل 3 ثوان؛ ولذلك فهي تمثل مشكلة حقيقية وخطرًا على الصحة العامة.

ماذا تعني هشاشة العظام؟

هي عبارة عن مرض تنَكُّسي يصيب العظام ويسبب نقص في كثافتها -حجمها وكتلتها- فيؤثر على صلابتها وبالتالي يزيد من قابليتها للكسر، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) فيمكننا القول بأن هذا الشخص يعاني من هشاشة العظام عندما تقل كثافة العظم المعدنية بمعدل (2.5) أو أكثر عن القيمة المتوسطة الطبيعية للشباب الأصحاء(1)

هشاشة العظام
هشاشة العظام

كيف تحدث هشاشة العظام؟

إنّ العظام في حالة تجدد مستمر خلال رحلة الحياة حيث يُستبدل العظم القديم بالجديد عن طريق عمليتين، الارتشاف العظميّ (Bone resorption)، والتّشكل العظميّ (Bone formation).

يكون تشكّل العظام في مرحلة الطفولة أسرع من ارتشافها ولذلك ينمو الطفل؛ ولكن مع البلوغ تتباطأ هذه العملية حتى نحصل على أقصى كتلة عظمية عند سن الثلاثين ثم مع الشيخوخة يزداد معدل الارتشاف حتى يصبح أعلى مقارنة بمعدل التشكل؛ وهذا يفسّر كيفية حدوث هشاشة العظام.

في الحقيقة، إن أقصى كتلة عظمية حصلت عليها في شبابك هي التي تؤثر على سرعة ضمور العظم، فكلما زادت الكتلة العظمية؛ أضعفَ ذلك من احتمالية إصابتك بهشاشة العظام، وهي تعتمد إلى حد ما على عامل الوراثة كما تختلف باختلاف المجموعات العرقية(2)

أنواع هشاشة العظام

لهشاشة العظام نوعان

  • أولية

وتشمل

  1. ضمور العظام اليفعيّ (Juvenile osteoporosis)، ويحدث في الأطفال والمراهقين من سن(8-14).
  2. ضمور العظام مجهول السبب (Idiopathic osteoporosis)، ويحدث إما للنساء بعد سن اليأس أو لكبار السن من كلا الجنسين.
  • ثانوية

    وتحدث نتيجة لعِلّة ما؛ قد تكون مرضًا أو خللًا بالجسم أو حتى نتيجة لاستخدام بعض الأدوية(3)

 

أسباب هشاشة العظام

ترجع الإصابة بهشاشة العظام لعوامل كثيرة، قد تكون مَرَضيّة كإصابة الشخص بإحدى الأمراض المناعية أو السرطانات، أو قد تكون بسبب عادات غذائية غير صحيّة، أو حتى بسبب بعض الأدوية التي لها آثار جانبية على العظام.

  • الأسباب المرضية

  1. السرطان، سواء يؤثّر المرض بشكلٍ مباشر أو بشكل غير مباشر عن طريق العلاج الكيميائي أو الهرموني لأي نوع سرطان (وخاصة سرطان الثدي والبروستاتا) حيث يؤثر على العظم بطريقة عكسية تزيد من هشاشته؛ كما أنّ السرطان غالبًا ما يحدث مع تقدم السن والذي تزداد فيه نسبة تطوّر المرض(4).
  2. نقص الكالسيوم، فهو أهم معدن في الجسم يضمن سلامة العظام فهو العنصر الأساسي في تكوين العظام ونقصه يكون بالغ الأثر، وينتج عن نقص التغذية خاصة في الأطفال أو جراحة بالجهاز الهضمي أو أسباب جينية.
  3. التهاب المفاصل الروماتيزمية (Rheumatoid arthritis).
  4. مرض الذئبة الحمراء (Lupus erythematosus).
  5. الداء البطنيّ (Celiac disease) ويعرف بمرض حساسية القمح حيث يؤدي إلى خلل بامتصاص المواد الغذائية من الأمعاء ومنها الكالسيوم الذي بدوره يؤثر على العظام(5)
  6. السِمنة؛ يزيد تكون الخلايا الدهنية في نخاع العظام على حساب تكون الخلايا العظمية، كما أن تناول كميات كبيرة من الدهون تؤدي إلى نقص امتصاص الكالسيوم(6).
  • الأدويـــة

  1. الكورتيكويدات السكرية (Glucocorticoids)، تستخدم لعلاج الحساسية والطفح الجلديّ وبعض الأمراض المناعية، تؤدي إلى زيادة الارتشاف العظميّ ونقص التشكّل العظميّ فيزيد ذلك من فرصة حدوث المرض ولكن يقل تأثيرها تدريجيًا خلال عامين من الإقلاع عنها.
  2. مثبطات مضخة البروتون (Proton pump inhibitors)، تستخدم كعلاج للحموضة وارتجاع المريء، لكن لم يتم التوصل بعد إلى سبب تأثيرها على العظام ولكن قد يرجع ذلك لأنها تقلل من نسبة امتصاص الكالسيوم، وينعكس تأثيرها بعد عام من الإقلاع عنها.
  3. مضادات الصرع (Anti-epileptics) قد تُـثـبّط فيتامين دال.
  4. مضادات التجلط (Anti-coagulants) كالهيبارين (Heparin) والوارفرين (Warfarin).
  5. مثبطات الأروماتيز (Aromatase inhibitors)، وأسيتات الميدروكسي بروجسترون (Medroxyprogesterone acetate) لأنهما يسببان نقصًا في الأستروجين فيزداد معدل الارتشاف العظميّ.
  6. الأدوية التي تعمل كالهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (Gonadotropin releasing hormone)، تستخدم في علاج سرطان الثدي وتكيسات المبايض عند النساء بعد سن اليأس وأيضًا سرطان البروستاتا عند الرجال، وهي تعمل على تقليل مستوى هرمون الأستروجين في الدم فتزدداد عملية الارتشاف العظميّ.
  7. أدوية مرضى السكري وخاصةً الثيازوليديندايون (Thiazolidinedione) حيث تقلّل من عملية التشكّل العظميّ(7).

 

  • الأساليب الحياتية والعادات الغذائية

  1. التدّخين.
  2. نقص فيتامين جيم ودال في النظام الغذائي.
  3. الكسل وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
  4. الإفراط في استهلاك الكحوليات.

 

أعراض هشاشة العظام

يلقبّ هذا المرض باللّص الصامت وذلك لأنّك غالبًا ما تكتشفه إذا تعرّضت للسقوط وانكسرت إحدى أطرافك ثم وجدت أن فترة شفائك قد طالت إلى حد غير طبيعي، ومع فحوصات الأطباء وإجراء التحاليل اللازمة يتأكّد ذلك؛ هكذا عادة يشخصه الأطبّاء.
على صعيد آخر، إذا لم يُشخّص لفترة طويلة يزول صمته تدريجيًا؛ إذ تبدأ بعض الأعراض في الظهور، ومنها:

  • كسور الفقرات الانضغاطيّ؛ تبدأ نوبة ألم حادّ في الظهر قد تكون وقت الرّاحة أو مع ممارسة الأنشطة الحياتيّة اليوميّة كالوقوف والجلوس ورفع الأشياء الثقيلة، على الرغم من أنّ معظم الكسور لا تسبب ألمًا إلا أنه يمكنك أن تشعر بالألم فجأة وبدون سابق إنذار حتى أنّ هذا الألم يمكن أن يحدّ من حركة ظهرك، ولكن كلّ هذا يزول تمامًا مع الرّاحة في السّرير.
    من ناحية أخرى، يبدأ ظهرك في الانحناء للأمام مع الوقت وتصاب بـ (الحَدَب – Kyphosis) و (القَعَس – Lordosis) فيقل طول جسمك، وهذا هو الوضع المعروف لمرضى هشاشة العظام في المرحلة المتأخرة.
  •  الكسور الطرفية؛ غالبًا ما تحدث مع الأشخاص الذين يعانون سابقًا من أمراض تؤدي إلى مضاعفات أخرى كالالتهاب الرئوي، وأمراض القلب، وتجلط الأوردة العميقة (DVT)، وهذا النوع من الكسور يسبّب ألمًا في الفخذ سيما عند الوقوف على قدمٍ واحدة.

كيف يتم تشخيص هشاشة العظام؟

يمكن للطبيب تشخيص هشاشة العظام من خلال التالي:

  1. التاريخ المرضي.
  2. الفحص السريريّ.
  3. إجراء بعض الفحوصات المعملية.
  4. اختبار كثافة العظم (Bone density test).
  5. اختبار يقدّر مدى عرضتك للكسر (FRAX)(8).

وهناك بعض الاختبارات الأخرى التي تساعد في تقييم صحّة العظام ولكنها لا تشخّص المرض مثل: الأشعّة السينية ومسح العظام واختبارات الدلالات البيو كيميائية.

فحص كثافة العظام

علاج هشاشة العظام

  • بيسفوسفونات (Bisphosphonate).
  • تيري باراتيد (Teriparatide).
  • كالسيتونين (Calcitonin).
  • هرمون الغدة الجاردرقية.
  • معدِّلات مستقبلات هرمون الأستروجين.
  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة لمعالجة هشاشة العظام (Denosumab).

يمكن استعادة الكتلة العظمية المفقودة باستخدام تلك الأدوية والتي تعمل من خلال زيادة معدل التشكّل العظميّ أو تقليل معدل الارتشاف ويختار الطبيب الدواء المناسب للشّخص طبقًا لحالة كل مريض أو الأسباب التي صاحبت هذا المرض أو أدت إليه.

ولكن بعض هذه الأدوية قد تكون لها آثارٌ جانبية على الجسم من ناحية أخرى فقد تؤثر على الجهاز الهضمي أو التنفسي أو على القلب أو تزيد من فرص الإصابة بالسرطان أو حتى يكون لها تأثيرات أخرى على العظم؛ ولهذا فإن الوقاية خير من العلاج. كما أنّ الدّواء وحده ليس كافيًا للشّفاء فيجب اتّباع نظام غذائيّ ونمط حياتي صحّي حتّى يعطي الدّواء أثره سريعًا.
عليك فقط تجنب أي عوامل قد تضرّ بصحّة جسمك أو عظمك فامتنع عن التدخين، وحاول أن تخسر بعضًا من الوزن إن كنت تعاني من السمنة فهذا يقلل الضغط على عظمك، ومارس الرياضة بانتظام فهناك دراسات أثبتت أن التمرينات الرياضية خاصّة التي لا تعتمد على الأثقال تُحسن من صحة العظم وتزيد من صلابته.
تناول أطعمة غنية بـالكالسيوم مثل اللبن، والبقوليات، وغنية بفيتامين دال مثل صفار البيض، وأسماك السلمون، والتونة، وزيت كبد الحوت. تناول البروتينات، والخضراوات، والفواكه، وغيرها من الأطعمة الصحية، وتوقف عن تناول المشروبات الغازية(9).

شارك المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي