تعرفنا في الجزء الأول على مكونات المجموعة الشمسية، والأن جاء الوقت لنتخيل كيف ستكون الحياة على كواكب المجموعة الشمسية، والبحث في أمكانية وجود حياة على هذه الكواكب.
تعالى معنا في هذه الرحلة الشيقة التي ستبدأ من عطارد مرورًا ببلوتو وما ورائه، لنكتشف من خلالها أمور مثيرة عن هذه الكواكب.
أنضم الينا واستمتع!
-عطارد.
كان رسول الآلهة قديمًا عن الرومان.
وهو أقرب الكواكب للشمس، وبالرغم من ذلك فدرجة الحرارة على سطحه ليست بالأعلى في مجموعتنا الشمسية، درجة حرارته عالية في النهار، ومنخفضة في الليل لدرجة تسمح بتكون الثلوج داخل الفوهات؛ المشابهة لتلك على القمر، والتي كان قد تم تكوينها من قديم الأزل اثناء عملية تكوين الكوكب نتيجة الاصطدامات المبكرة.
عطارد ذي القطر المقدر بـ 4876 كم صغير جدًا، أصغر الكواكب في مجموعتنا وأصغر من قمري تايتان، وجانيميد التابعين لزحل والمشترى، يمتلك غلاف جوي رقيق جدًا يعتبر أرق غلاف بين الكواكب. احذر عند ذهابك للعيش على سطح عطارد من الرياح الشمسية التي تضرب الكوكب باستمرار، وهي السبب في انكماش غلاف الكوكب. بالرغم من رقته، فـ 42% من غلاف الكوكب أكسجين، فلتهلل! وتنفس كما تشاء.
من الأخطاء الشائعة عن عطارد طول يومه، فـ طول يومه يبلغ 58 يومًا أرضيًا وليس 88 كما كان معتقدًا.
المسافة بيننا وبين الكوكب ليست ببعيدة، فقد احتاجت «Mariner10» أول مركبة أرسلها البشر للطواف حول الكوكب، 4 شهور فقط للوصول اليه! فلتتحمّس اذًا.
-الزهرة.
كانت الهة الحب عند الرومان.
لو نظرت له من الأرض ستجده حقًا جميل، ولكن المشكلة هنا انه الجحيم بعينه!
الثاني بعد عطارد، وثاني ألمع جسم في سماء الأرض بعد القمر، ويعود السبب لغلافه الجوي والسحب والطبقات الكثيفة التي تغطي سطحه، جاعلةً اياه عاكس لمعظم أشعة الشمس الساقطة عليه، ويتسبب غلافه أيضًا –المكون كليًا تقريبًا من ثاني أكسيد الكربون- في حرارته الشديدة بسبب وقوعه ضحية لظاهرة الاحتباس الحراري.
اليوم على الزهرة يعادل 243 يومًا على الأرض، فهو يدور حول نفسه ببطيء شديد جدًا بالإضافة الى دورانه في اتجاه معاكس لاتجاه دوران الأرض حول نفسها والكواكب الأخرى أيضًا. بينما السنة عليه تعادل الـ 224 يومًا أرضيًا.
المسافة بيننا وبين الزهرة ليست هي الأخرى ببعيدة، فمركبة «Mariner2» وصلت للزهرة في أقل من 4 أشهر هي الأخرى.
-المريخ.
الكوكب الأحمر اعتاد أن يكون اله الحرب في معظم الحضارات تقريبًا بسبب لونه الأحمر، وكان قد تم استغلاله في السينما وأفلام الخيال العلمي كثيرًا.
ويعود لونه الأحمر لكمية التراب -الموجودة على سطحه-الغنية بأكسيد الحديد.
المريخ يحتوي على أعلى سلسلة جبال واعلى قمة في المجموعة الشمسية « Olympus Mons»، بالإضافة الى الأودية الجافة وخاصةً « nirgal vallis» والتي تعد أكبر دليل على وجود الماء بصورة مكثفة قديمًا على سطح الكوكب، لكن لا تقلق فقد تم اعلان اكتشاف وجود مياه موسمية في حالتها السائلة على سطح الكوكب منذ عدة أشهر.
يمتلك المريخ غلافًا جويًا من ثاني أكسيد الكربون بصورة كبيرة، ولكنه رقيق هو الآخر.
لدى المريخ قمران، ديموس وفوبوس، ولكنهما صغيران للغاية، يبلغ قطر الأول 15 كم فقط والثاني 25 كم.
المسافة للمريخ قريبة هي الأخرى، فـ أسرع مركبة قد صنعها الانسان «New Horizons» المصممة للذهاب لبلوتو، عبرت بجانب المريخ بعد اطلاقها من الأرض ب 78 يومًا. ويعد الذهاب واستعمار المريخ أمرًا حتميًا، فـ NASA تخطط لإرسال بعثة لاستعمار المريخ لأول مرة، وستكون عام 2030. عليك الذهاب والتقديم الآن! بسرعة!
قبل الذهاب للمشترى علينا أولًا المرور على حزام الكويكبات، الذي يقع في الفجوة الكبيرة جدًا بين الكوكب المذكور والمريخ وهو يعتبر موطن لعدد كبير من الكويكبات الموجودة بالمجموعة الشمسية.
في السنين الأخيرة، أخذ حزام الكويكبات اهتمام الكثير من العلماء للبحث عن حياة هناك، حتى لو كانت في أبسط صورها، فوجود الماء جائز، وأينما وجدت مياه وجدت حياة.
من أكبر الأجسام الموجودة، ويعتبر ثلث كتلة حزام الكويكبات، هو «سيريس-Ceres» الذي اطلق عليه يومًا كويكبًا ولكنه الآن يصنف ككوكب قزم، كبلوتو تمامًا.
أتحب الطيران؟ جيد، لأن هناك عقبة ستواجهها عند ذهابك لسيرس، وهي أن الجاذبية هناك لا تتعدّى 3% من تلك على الأرض، وترتب على هذه الجاذبية الضئيلة عدم وجود غلاف جوي تقريبًا، اذن لن ترى السماء بالألوان كما انت معتاد. آسف على هذا يا صديقي ولكن عليك أيضًا تحمّل درجة الحرارة التي قد تصل الى -73 درجة مئوية في النهار، و-143 درجة مئوية في الليل، ربما عليك عدم الذهاب من الأساس!
-المشتري.
ملك الكواكب وأكبرهم، عملاق غازي، وبرغم ضخامته فهو يدور حول نفسه بسرعة رهيبة، فيُقدّر اليوم على المشتري بـ 10 ساعات على الأرض.
يتكون المشترى من الهيدروجين والهيليوم بشكل كبير، والقليل من الأمونيا والميثان وبعض الغازات السامة؛ كلما توغلت بداخل المشتري، كلما زاد الضغط ولكنك لن تصل أبدًا للسطح لأنه غير موجود! كلما تعمقت أكثر، كلما زادت درجة حرارة الغازات ووجُدِت في حالتها السائلة، حتى نصل للُب المشتري المعتقد انه يتكون من المعادن والصخور مُحاط بيه طبقات من الهيدروجين المعدني، لا يمكن معرفة ذلك بشكل دقيق بسبب صعوبة فهم كيمياء وفيزياء هذا الكوكب الضخم، من الممكن أيضًا الّا يوجد لُب من الأساس! بجانب هذا، تصل حرارة الكوكب لـ -234 درجة مئوية.
أظنك الآن قد فهمت أنك لن تذهب للمشتري نهائيًا، دعنا نتكلم عن أقماره، فمن الممكن بشكل كبير ان تعيش على أحدها لا ان تزورها فقط.
للمشتري 67 قمرًا وربما أكثر اعتمادًا على تعريفك لكلمة قمر؛ أشهرهم 4 أقمار سميت بأقمار جاليليو نسبًة لمكتشفها وهم “آيو – أوروبا – جانيميد – كاليستو”
مُرتبين حسب الأقرب للكوكب.
وسنأخذ قمر أوروبا بشيء من التفصيل لأهميته، أوروبا قمرٌ ثلجي، يخلو تمامًا من الفوهات عكس الكثير من الأقمار، ومن المُحتمل أن هناك ماء سائل تحت قشرته الصلبة. من الرائع أن العلماء قد فكرّوا في ارسال مركبة هناك، تحفر السطح وتنزلق لما تحته باحثًة على نوع من الحياة هناك، حتى وان كانت مجهرية.
لما لا تذهب انت هناك؟ ان نظرت في سماء أوروبا ستجد المشترى بصورة أكبر 24 مرة من القمر في سماء الأرض، اليس هذا رائعًا! ليس تمامًا، فالجاذبية تقدر بـ 13% من جاذبية الأرض، انظر الى الجانب الجيد، ماء سائل، وسماء رائعة! ان قررت الذهاب هناك عليك معرفة انه من الممكن أن تأخذ 6 سنوات أو أكثر للوصول أو 13 شهرًا فقط كما فعلت مركبة «New Horizons» في طريقها لبلوتو.
سنبقى في قمر أوروبا بعض الوقت لنستريح، انتظروا الجزء الثالث لنكمل رحلتنا الى باقي الكواكب في مجموعتنا الشمسية.
إعداد: Abdallah Saad
مراجعة علمية: Ahmaad M. Hanafi
تصميم: Bothaina Mahmoud
المصدر:
1
