مؤلفات الكندي

مؤلفات الكندي

كان أول ثمرة من ثمار انتقال الفلسفة اليونانية إلى العالم العربي هو؛ أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي؛ الملقب بـ«فيلسوف العرب». فيذكر ذلك ابن النديم في «الفهرست» فيقول عن الكندي: «ويسمى فيلسوف العرب» وقال عنه ابن جلجل في «طبقات الأطباء والحكماء»: «لم يكن في الإسلام فيلسوف غيره احتذى في تواليفه حذو أرسطوطاليس وله تواليف كثيرة في فنون العلم». ويقول القفطي: «إنه اشتهر في الملة الإسلامية بالتبحر في فنون الحكمة اليونانية والفارسية والهندية، وقد تخصص بأحكام النجوم وسائر العلوم، فليسوف العرب، ولم يكن في الإسلام من اشتهر عند الناس بمعاناة علوم الفلسفة حتى سمي فيلسوفًا غيره». غير أن ( ت. ج. دي بور) صاحب كتاب (تاريخ الفلسفة في الإسلام) له رأي مخالف لهذا؛ فيقول في كتابه أن الكندي رغم سعة اطلاعة على جميع العلوم لم يكن عبقريًا مبتكرًا بأي وجه من الوجوه. ويختلف معه في هذا الرأي بطبيعة الحال الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة الذي يرى أنّ الكندي فيلسوف مبتكر بالمعنى الذي يعتبر به غيره مبتكرًا . ويرى «كاردان» أحد فلاسفة عصر النهضة أن الكندي واحد من اثنى عشر مفكرًا هم أنفذ المفكرين عقولًا إلى زمانه وهو القرن السادس عشر. وقال عنه روجر بيكون: «أن الكندي والحسن بن الهيثم في الصف الأول مع بطليموس لاشتهاره بما دونه في علم المرئيات؛ وقد نقل رسائله في هذا الباب جيراردي كريمونا».

عادة ما يذكر أصحاب السير سلسلة نسبه الطويلة فيصلوا بها إلى «يعرب بن قحطان»، وغالبًا ما كان ذلك بهدف إيضاح نسبه العربي الخالص، فأكد على هذا الأمر ابن النديم في الفهرست، وصاعد الأندلسي في «طبقات الأمم»، والقفطي في «أخبار العلماء بأخبار الحكماء» . وغيرهم كابن أبى أصيبعة وابن جلجل والبيهقي والسجستاني . غير أن مما يؤسف له أنه لم يسجل شيئًا عن سيرته الذاتية كما اعتاد غيره من العلماء، لذلك اختلف في تحديد مسقط رأسه، وسنة ميلاده، ووفاته. فجعلها المستشرق «نللينو» حوالي عام (260) هجرية، و «ماسينيون» سنة (246)، أما الشيخ مصطفى عبد الرازق فيحددها بعام (252) هجرية، وذلك على أساس أن «الجاحظ» الأديب المتوفى عام (255) هجرية يتكلم عن الكندي على أنه متوفى.

كان أباه أميرًا على الكوفة، ولاه عليها الخليفة المهدي، ثم هارون الرشيد، حيث قضى فيلسوفنا طفولته وتلقن علومه، ذكر ذلك صاعد الأندلسي. قدم بعد ذلك إلى بغداد حيث حظى برعاية المأمون والمعتصم، وبزغ نجم الكندي أثناء خلافة المأمون، وكان المعتصم صديقًا وعونا له، واتخذه معلمًا ومربيًا لابنه أحمد، وسيهدي الكندي عددًا من رسائله إلى أحمد هذا. اتصل في تلك الفترة التي قضاها ببغداد بحركة الترجمة، ويعترف أنه غشى أوساط المترجمين من اليونانية والسيريانية إلى العربية، لاسيما المترجمان يحيى بن البطريق وابن ناعمة الحمصي.

ولما بزغ نجمه وعلا شأنه وصار مرموق المكانة، أثار ذلك حفيظة الحاقدين، فتآمر ضده محمد وأحمد ابنا موسى بن شاكر، فألبوا عليه الخليفة المتوكل، فأمر المتوكل بضربه وسمح لابني شاكر بالاستيلاء على مكتبة الكندي فأفرادها في خزانة سميت «الكندية».

مؤلفاته

تآليف الكندي متنوعة، فتكاد تشمل سائر العلوم والفنون فكتب في: الفلسفة، وعلم النفس، والطب، والهندسة والفلك، الموسيقى والتنجيم، الفكر الديني، والسياسة. ولقد نقل لنا كلًا من ابن النديم والقفطي وابن أبي أصيبعة سجلًا بأسماء مؤلفاته، ولقد قام العلامة «فلوجل» بنشر عناوين هذه المؤلفات فذكر أنها تشتمل على (241) عنوانًا مصنفة على النحو التالي:

  1. في الفلسفة (22) عنوانًا .
  2. في المنطق (20) عنوانًا .
  3. في الكريات (???? عناوين.
  4. في الموسيقى (7) عناوين.
  5. علم النجوم (19) عنوانًا.
  6. الهندسة (23) عنوانًا.
  7. الفلك (26) عنوانًا.
  8. في الطب (22) عنوانًا.
  9. في أحكام النجوم (10) عناوين.
  10. في الجدل (17) عنوانًا.
  11. في علم النفس (5) عناوين.
  12. في السياسة (12) عنوانًا.
  13. في الإحداثيات (العلل ) (14) عنوانًا.
  14. في الأبعاديات (الأبعاد) (???? عناوين.
  15. في الأنواعيات (أنواع الأشياء..) وموضوعات متفرقة (33) عنوانًا.

المجموع الكلي لمؤلفاته عند ابن النديم (241) عنوانًا؛ أما عند القفطي (228) عنوانًا؛ وعند ابن أبى أصيبعة (281).

معظم هذه المؤلفات ضاعت وفقدت، وما بقي منها حتى اليوم حسب الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه (الفلسفة والفلاسفة في الحضارة العربية):

  1. كتاب إلى المعتصم بالله في الفلسفة الاولى؛ مخطوط بمكتبة (أيا صوفيا) تركيا.
  2. كتاب إلى أحمد بن المعتصم بالله في الإبانة عن سجود الجرم الأقصى وطاعته لله.
  3. رسالة في حدود الأشياء ورسومها .
  4. رسالة في العقل .
  5. رسالة في كمية كتب أرسطوطاليس وما يحتاج إليه في تحصيل الفلسفة.
  6. رسالة إلى عليّ بن الجهم في وحدانية الله وتناهي جرم العالم.
  7. رسالة في الفعل الحق الأول التام والفاعل الناقص الذي هو بالمجاز.
  8. رسالة في القول في النفس؛ المختصر من كتاب أرسطو وأفلاطون وسائر الفلاسفة مخطوطة بالمتحف البريطاني، ودار الكتب المصرية.
  9. كتاب الخسوف؛ مخطوط ليدن.
  10. رسالة في أنه توجد جواهر لا أجسام .
  11. رسالة في ماهية ما لا يمكن أن يكون له نهاية؛ وما الذي يقال له نهاية.
  12. كلام في النفس مختصر وجيز.
  13. رسالة في الحيلة لدفع الأحزان.
  14. كتاب في الإبانة عن العلة الفاعلة القريبة للكون والفساد.
  15. رسالة في ماهية النوم والرؤيا.
  16. رسالة إلى أحمد بن محمد الخرساني في إيضاح تناهي جرم العالم .

وقد قام بنشر هذه الرسائل العلامة الإيطالي (ألبينوناجي)؛ و (رم .جويدي)؛ والدكتور عبدالهادي أبو ريدة . وقام الدكتور عبدالرحمن بدوي بنشر الرسائل رقم 4 و 13في كتابه (رسائل فلسفية).

غير أن الدكتور محمد لطفي جمعة قد ذكر قائمة بالكتب أو الرسائل المتبقية للكندي وتختلف عن هذه إلى حد ما؛ وذلك في كتابه (تاريخ فلاسفة الإسلام) وذكرها ثمانية كتب أو رسائل على النحو التالي:

  1. كتاب في الإلهيات أرسطو أو كلام في الربوبية.
  2. رسالة في الموسيقى .
  3. رسالة في معرفة قوى الأدوية المركبة.
  4. رسالة المد والجزر.
  5. علة اللون اللازوردي الذي يرى في الجو.
  6. ذات الشعبتين وهي آلة فلكية.
  7. اختيارات الأيام.
  8. مقالة تحاويل السنين.
شارك المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي