ما وراء الزلزال

2DA5125700000578-0-image-a-28_1445463851042

|الزلزال|||رسم توضيحي من قبل بريان كريستي|

الزلزال
الزلزال

نقلًا عن «كاثي والاس» فالزلزال كان من الطراز الأول بمنطقة دالاس. حينها  شعرت وكانها عواصف رعدية جاءت من تحت الأرض.

حيث تحدث ضجة من على بعد، بعدها سماع دوي ثم الاهتزاز المميت. منزلها كان يهتز والنوافذ تتحرك بعنف، الزهرية الزجاجية الثقيلة سقطت وتحطمت وكأننا نصف أحداث فيلم رعب ولكن هذا ما حدث بالفعل.

قالت أنَّ أسوأ ما في الأمر هو الشعور بالصدمة وأيضًا الخوف الشديد وماهية النجاة. ففي كل مرة يحدث هذا الأمر المرعب تصاب بالذعر، ولكن تفكر لوهلة ما مدى خطورته، ثم تسأل نفسك حينها هل هذا هو الأقوى على الإطلاق أم ما سيأتي سيكون أكثر ضراوة. إن التفكير في هذا الموضوع مرعب بل الأكثر رعبًا على الإطلاق وهو انتظار هلاكك بأي وقت وفي أي صورة.

حتي عام 2008م لم يكن ذلك الزلزال الوحيد الأكثر خطورة الذي تم تسجيله من قْبل هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في دالاس بمنطقة فورت ورث، حيثما كانت تعيش والاس منذ أكثر من 20 عام، منذ ذلك الحين فقد اهتزت الأرض ما يقرب من 200 هزه في تلك المدينة بضواحيها القريبة.

فعلى مستوى الولاية، فإن تكساس تشهد زيادة ستة أضعاف للزلازل، وشهدت أوكلاهوما زيادة 160 ضعف للزلازل، البعض قد أرسلوا للمستشفيات وتضررت مبانيهم وأيضًا الطرق السريعة، في عام 2014م معدل الزلازل في الولاية تجاوز معدل زلازل كاليفورنيا.

لوحظ أنَّ الزيادة في الزلازل تأتي بالتزامن مع زيادة نشاط الحفر والتنقيب، فعلى سبيل المثال منزل والاس يقع فوق تكوينات بارنيت شيل وهي طبقة صلبة من الصخور السوداء والتي تحمل ثانية من أكبر مصادر الغاز الطبيعي بالولايات المتحدة، بدأت الشركات في حفر هذا المصدر ما بين عام 1998م حتى عام 2002م باستخدام أدوات التنقيب الهيدوليكية والتي تضخ الملايين من جالونات المياه بالإضافه إلى الرمال والكيماويات داخل الأرض تحت ضغوط عالية وذلك لتكسير طبقة الصخور وتحرير الغاز الطبيعي المحبوس تحت طبقات الأرض. وعندما يصل الغاز للبئر يدخل على وحدات تخزين الماء المالح ثم يتم  ضخ تلك السوائل مرة أخرى في حفرة أخرى أبعد من الأولى التي تم الاستخراج منها تحت صخر الزيتي بداخل صخور مسامية، في تلك العملية  ينشأ الضغط  الشديد جدًا وقد ينتج عنه خطأ جيولوجي. وفي نهاية المطاف يمكن لطبقة من طبقات الأرض أن تنزلق فتسبب زلزالًا.

ولقد ربط الباحثين في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكي و بعض المؤسسات الأخرى أن الزلازل التي حدثت بثمانية ولايات وهم تكساس وأوكلاهوما وأوهايو وكنساس وأركنساس ارتبطوا ارتباطًا وثيقًا بعمليات التنقيب واستخراج البترول والغاز الطبيعي وأيضًا تكاسل بعض مسؤلي تلك الولايات عن مقاضاة تلك الشركات المسؤولة عن التنقيب وتكتمهم علي نتائج العلماء، أدي إلي غضب السكان وأقاموا دعاوي قضائية ضدهم والتي في مضمونها

«أن هذه القضية تمس السلامة العامة لسكان تلك المناطق والذي لاقى بصدده الكثير من الإنكار وتجاهل المشكلة من قبل المسؤولين المختصين».

أولى العلامات التي تدل على وجود صلة

في عام 1960م توقع العلماء أن دفع السوائل داخل الأرض يمكن أن يكون متصغر شرر لاندلاع تلك الزلازل المدمرة بالمنطقة، وهذا ما حدث بالفعل ففي عام 1961م حفر طاقم بئر عميق لمصنع للأسلحة الكيمائية خارج دنفر المعروفة باسم روكي مونتان أرسنال، وفي خلال شهور بعد أن بدأ العمال بضخ المخلفات الناتجة من المصنع داخل ذلك البئر، شعر السكان بهزة أرضية، ثم نتج أكثر من 700 زلزال بسيط بعد ذلك هزّ الأرض ما بين عام 1962-1966م.

ثم أغلق الجيش الأمريكي ذلك البئر في نفس العام، ولكن مازالت الزلازل مستمرة بل وباتت أقوى من قبل بعدما تولد الضغط نتيجة كميات الحقن الغير طبيعية داخل الأرض، وظهرت أيضًا تصدعات مما أثار قلقهم. حيث قارن الجيوفيزيائي ماثيو هورنباخ في جامعة  (Methodist)الجنوبية في دالاس، أن تلك الظاهرة اشبة بسكب كوب من الماء علي منشفة حتى وإن توقفنا عن السكب فإن الماء مازال ينتشر وبالتالي من الصعب جدًا ايقافه.

مازالت تكساس تعاني

بعد فترة وجيزة من الحفر العدواني في تكساس وأكلاهوما. بدأت تقارير الزلازل في التعاقب واحدًا تلو الآخر. ففي الثلاثين من أكتوبر عام 2008م صرح سكان دالاس  قاموا ب 911 بلاغ عن وجود أصوات صاخبة ومصحوبة باهتزاز في الجدران و الأثاث. والعديدين تساءلوا ما إذا كان شيئًا ما قد انفجر.

 رسم توضيحي من قبل بريان كريستي
رسم توضيحي من قبل بريان كريستي

صرح عالم الزلازل كليف فروليخ من جامعه تكساس وبراين ستامب من(S.M.U) أن العديد من أجهزه قياس الزلازل رصدت وسجلت أكثر من 180 زلزال صغير بين الفترة من 30 أكتوبر حتى 31 من شهر مايو لعام 2009م. ثم بعد ذلك اكتشفوا وجود مصدر رئيسي لإنتاج الغاز قد حفر مؤخرًا وقد كان بئرًا لمياه الصرف الصحي في دالاس-في مطار فورت ورث الدولي ويبعد عن مركز الزلزال باقل من نصف ميل ولذلك استنتجنا أن تسلسل(DFW) ربما يكون نتيجة لحقن المخلفات في البئر. وهذا ما تم نشر ببحث في مارس 2010م.

أخيرًا حتى وقتنا هذا وبعد غلق جميع الآبار في أوكلاهوما فإنها في خطر دائم والكثير من العلماء يحذرون بإن القادم أسوأ وأن جهودهم مكرسة لتنبأ كم الزلازل ومدى خطورتها وكيفية التوعية وإيجاد حلول للحفاظ على حياة سكان تلك المنطقة وتلافي الأخطار الناتجة عن زلازل تقدر بمئات من السنوات القادمة.

ترجمة: تسنيم عبد العزيز محرم

تدقيق: أمنية أحمد عبد العليم

مصادر:

https://bit.ly/2fwoVcq

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي