ما الفرق بين نوبات الهلع ونوبات القلق؟

الفرق بين نوبات الهلع ونوبات القلق.

المقدّمة

من الممكن أنّك قد سمعت بمصطلحات كـ (نوبات الهلع ـ Panic attacks) و(نوبات القلق ـ Anxiety attacks) تُستخدم بالتّبادل، وربّما اعتقدت أنّهما أمر واحد، إذ يشتركان في العديد من الأعراض المصاحبة لهما، والتي تتضمن: تسارع نبضات القلب وضيق في التّنفّس والإحساس بالدوار والخوف. وأيضًا يندرج كلاهما تحت مصطلح عام وأشمل، ألا وهو اضطرابات القلق. فما الفرق بينهما؟ وما الحقيقة وراء تلك المصطلحات؟

نوبات الهلع

ما هي نوبات الهلع؟

طبقًا لـDiagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM-5) – الدليل التّشخيصيّ والإحصائيّ للاضطرابات النّفسيّة – الطبعة الخامسة) تُصَنَّفُ نوبات الهلع على أنّها موجة مفاجئة من الخوف الشّديد وعدم الرّاحة، والذي يبلغ ذروته في خلال دقائق. ويحدث هذا الرعب المفاجئ في كثير من الأحيان بدون سبب واضح. ويواجه أغلب النّاس نوبة الهلع مرة أو اثنين في حياتهم على الأقل.[1]

ما هي أعراض نوبات الهلع؟

تبدأ بالخوف الشّديد فجأة بدون أيّ إنذار وتستمر حالة الهلع من عشر إلى عشرين دقيقة، وفي بعض الحالات المستعصية قد تستمر إلى أكثر من ساعة. لذا فإن التّجربة تختلف من شخص لآخر والأعراض تختلف كذلك.
فيما يلي الأعراض الشائعة المصاحبة لنوبات الهلع:

أولًا:

الأعراض الجسديّة:

  • تسارع نبضات القلب.
  • ضيق في التنفّس والإحساس بالاختناق.
  • الإحساس بالدّوار والغثيان.
  • القشعريرة.
  • التّعرّق الزّائد.
  • الشّعور بالتّنميل في اليدين أو القدمين.

ثانيًا:

الأعراض العقليّة:

  • الانفصال عن الواقع.
  • الانفصال عن الذات.
  • الخوف من فقدان السيطرة.
  • الخوف من الموت.[2]

نوبات القلق

مصطلح نوبات القلق

بينما تُصَنَّفُ نوبات الهلع كمصطلح طبيّ، لم يُدرِج الـ «DSM-5» -إلى الآن- مصطلح نوبات القلق كحالة مرضيّة مستقلة بذاتها، إلّا أنّ بعض الأطباء النّفسيّين مثل (Craig Sawchuk) أستاذ الطّب النّفسيّ في مينيسوتا قام بتفسير نوبات القلق على أنّها «نوبات حادّة تحدث للأشخاص الّذين يعانون مُسبقًا من القلق المزمن.» وبينما تستمر نوبات الهلع بضع دقائق، تستمر نوبات القلق بضع دقائق وقد تمتد حتى تصل إلى بضعة أسابيع.[3]

أسباب نوبات القلق

ما يعتبره الكثيرون سببًا لنوبات القلق قد يكون في الواقع تجربةً حياتيّةً طبيعيّةً بالنسبة إلى أشخاص آخرين وتلك التّجارب تتضمن:

  • الاختبارات المدرسيّة.
  • التّقدّم إلى وظيفة، وتغيير الوظائف.
  • المشاكل العاطفيّة.
  • قُرب موعد الزواج.
  • الحصول على الطّلاق.
  • وفاة شخص عزيز عليك.
  • إلقاء محاضرة أمام الجمهور.
  • الحصول على طفل جديد.
  • مشاكل العمل وضغوطه.
  • الأعباء الماليّة.
  • بعض الأدوية.
  • الإصابة بمرضٍ مزمن.
  • شرب الكحوليّات والشّرب الزّائد للكافيين.
  • بعض الأمراض النّفسيّة مثل «اضطراب ما بعد الصدمة».[4] [5]

ما هي أعراض نوبات القلق؟

تتشارك الأعراض الجسديّة لنوبات الهلع مع نوبات القلق إلّا أنّ نوبات القلق تتميز بأعراض أخرى ألا وهي: الشّدّ العضليّ، وصعوبة في النّوم أو النّوم المتقطّع. أما الأعراض العقليّة فهي: الصّعوبة في التّركيز، والمِزاج السيّئ، بالإضافة إلى عدم القدرة على التّحكم في القلق، وعدم الإحساس بالرّاحة.[2]

ما الفرق بين نوبات الهلع ونوبات القلق؟

  • يمكن لنوبات الهلع أن تحدث بدون سبب، بينما يأتي القلق مصاحبًا للضّغط أو تهديد مُسبَق.
  • لنوبات الهلع أعراض شديدة ومدمّرة، خاصة الأعراض الجسديّة. وعلى الرغم أنها مشابهه لنوبات القلق، إلّا أن أعراض القلق أقل حِدّة.
  • تتضمن نوبات الهلع حالة الشّعور بالانفصال عن الواقع.
  • عادةً ما تحدث نوبات الهلع فجأة، بينما تزداد نوبات القلق وتصبح أكثر حِدّة تدريجيًّا بمرور الدّقائق، أو السّاعات، أو الأيام.
  • تقل حِدّة نوبات الهلع في خلال بضع دقائق، بينما تستمر أعراض القلق لوقت أطول.
  • يمكن للشخص المُصاب باضطراب الهلع أن يشعر بالقلق، ولكن من غير المرجّح أن يحدث هذا عند الإصابة بنوبة واحدة.[6] [5]

 

مثال يوضّح الفرق بين نوبات الهلع ونوبات القلق:

(رنّ المنبّه في وقت متأخّر عن الوقت المعتاد)
مع نوبات الهلع: ستشعر بالخوف كما لو كان قلبك يخرج من بين أضلاعك، تتنفّس بصعوبة، وتتعرّق بشدّة.
مع نوبات القلق: سيستمرّ عقلك في خلق سيناريوهات متعدّدة ومخيفة لما سيحدث لاحقًا.
(بعد وصولك إلى العمل بأمان)
مع نوبات الهلع: لقد نسيت ما حدث هذا الصباح، إلّا أنّك لا تزال تشعر بالتّعب والإرهاق.
مع نوبات القلق: يستمر إحساس الخوف؛ إذ أنّك لم تنسَ -إلى الآن- ما حدث لك هذا الصباح.

الجدير بالذّكر أنّه -في كلا الحالتين- تمّ تفعيل الإنذار الكاذب، ولم يحدث لك أيّ شيء، ولن يموت أحد إن تأخّرت عن العمل بضع دقائق، لكنّك شعرت أنّه كذلك![3]

كيف تتعامل مع نوبات القلق والهلع في المنزل؟

في البداية، يجب التّنويه على أنّ هذه الأعراض تحتاج إلى تدخّل الطّبيب النّفسيّ حتى يصف ما تحتاج إليه من أدوية، أو العلاج المعرفي السلوكيّ.
إنْ شعرت بنوبات القلق أو الهلع فحاول القيام بما يلي:
تنفّس بعمق وببطء من خلال هذه الخطوات:

  • الشّهيق من خلال الأنف حتى العدّ إلى 4.
  • التّوقّف لمدّة ثانية.
  • الزّفير من خلال الفم حتى العدّ إلى 6.
  • التّوقّف لمدّة ثانية.
  • كرّر ما سبق حتى تشعر بالتحسّن.

تقبّل إحساسك بالنّوبة، وتذكّر دائمًا أنّ هذا الوقت سيمضي، وستزول الأعراض قريبًا. وحاول الاسترخاء قدر المُستطاع، إذ أنّ بعض الرّوائح كاللافندر يمكنها المساعدة في تهدئة الأعصاب.
وإن كنتَ تعاني من هذه النّوبات بشكل مستمر، يجب أن تفكّر لوهلة في تغيير نمط حياتك. حاول -قدر الإمكان- أن تزيل المسبّبات التي من شأنها زيادة الضّغط والتّوتر، وتعلّم كيف تحدّد الأفكار السّلبيّة وكيفيّة إيقافها، أيضًا تناول الطّعام الصّحّيّ وممارسة الرياضة والتّأمل من شأنه أن يقلّل أعراض النّوبات عند ظهورها، وأخيرًا، انضم لمجموعات الدّعم وبالأخصّ من يشترك معك في ذات الأعراض إلى أن تتعافوا سويًا.[3] [7]

شارك المقال:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي