يتم الاعتماد على أحداث الماضي بشكل مثير لجذب الجماهير والمشاهدين سواء كان ذلك من خلال تجسيد فترة تاريخية كإعداد لأحداث الفيلم أن تكييف رواية تشهد انتصارات عديدة لصنع دائرة من الأحداث لهذا العمل الفني أو تجسيدًا شأنها شأن بقية الأعمال الدرامية التي تنطوي على صراعات مختلفة سواء كانت بين شخصيات أو صراعات على مستوى أكبر كالتي بين الدول بعضها البعض أو بين جماعات دينية أو انتفاضات ضد الحكومات أو الملوك أو صراع بين السكان الأصليون والمستعمرون لبلادهم أو حروب بين السادة والعبيد، كل هذه هي أحداث تاريخية حقيقة يتم استخدامها لعمل درامي، ولكن هل يمكن أن يكون هذا العمل محاولة لإعادة كتابة التاريخ بشكل مختلف؟
من المؤكد أن أحداث الماضي تحمل شغفًا فريدًا لمشاهدي السينما والتليفزيون؛ ذلك الشغف الذي تمثله حالة الهروب من الماضي وتجسيدها في الحاضر بشكل سهل، ومع نمط الحياة المتزايد والمقلق في القرن الـ 21 فلا عجب أن نجد الناس يشعرون بالمتعة خلال مشاهدة حقبة تاريخية مختلفة تمامًا، ولأجل هذه الشغف أيضًا يمكن استغلال الأجازة الأسبوعية لمشاهدة مثل هذه الأعمال الدرامية التي تأخذك بعيدًا عن صخب الحياة اليومية.. ولكن يعود التساؤل عن علاقة هذه الأعمال بفكرة إعادة تقديم التاريخ بشكل مختلف قائمة.
إن العديد من الأفلام التاريخية تتنافس سنويًا على جوائز عالمية، ولكن هل يدرك القائمون عليه خطورة تقديم مثل هذه الأعمال على المستوى الفكري والمعرفي، تقول الباحثة في علم النفس بجامعة (ديوك) (شاردة أومانثا -Sharda Umanath):
أن الناس يتعلمون من الأفلام بشكل جيد جدًّا ولكن المشكلة أنهم يتعلمون أي شيء خاطئ فيها
بينما يفيد دكتور (بيتر سيكساس- Peter Seixas) وهو مؤرخ وأستاذ التعليم بجامعة كولومبيا البريطانية:
تأثير هذه الأفلام على الطلاب واستخدمها كمحتوى تعليمي لهم أنه في الوقت الذي يتعاطف فيه الطلاب مع كل ما يرونه على الشاشة في كثير من الأحيان إلا أن ذلك يعتبر اهتمامًا غير مشروع بالتاريخ لأنهم في أغلب الأحيان يعتبرون ما شاهدوه هو ما حدث بالفعل.
تحتوي الأعمال التاريخية على كثير من الأخطاء التي تكون ضرورية لجعل القصة أكثر حبكة ومصداقية ولكنه في ذلك الوقت تسبب مشكلات للمشاهدين الذين يعتقدون أن مثل هذه الأفلام تصور حقائق تاريخية، وفي دراسة قديمة تعود لعام 1977م تذكر: «أن القول المأثور بأن الكذبة المتكررة تصبح حقيقة تحملها الماء»، هو قول صحيح، وأن الناس الذين تعرضوا مرارًا وتكرارًا للكذب على مدى عدة أسابيع كانوا أكثر عرضة للاعتقاد بأنها حقيقة وليست كذبة، ليس ذلك فحسب؛ فقد وجد (ديفيد نيل راب – David Neil Rapp) وهو عالم نفس معرفي في جامعة (نورث ويسترن) أنه عندما يتم إخبار الناس بالقصص التي تتضمن أحداث خاطئة ويعرفون أنها خاطئة سيستخدمون هذه المعرفة الخاطئة إذا خضعوا لاختبار في أحداث هذه القصة.
مصادر
إعداد: عمر بكر
تدقيق لُغوي: إسراء عادل
تحرير: زياد الشامي