متلازمة ألبورت

متلازمة ألبورت

ما هي متلازمة ألبورت؟

تُعد متلازمة ألبورت حالة وراثية تُصيب الإنسان بأمراض الكُلى وفقدان السمع وتشوهات العين. يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة ألبورت من فقدان تدريجي لوظائف الكلى، نتيجة لذلك، يظهر الدم في البول لدى جميع المصابين تقريبًا، بالإضافة إلى وجود مستويات عالية من البروتين به، وتفقد الكلى قدرتها على العمل مع تأخُّر الحالة، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي في نهاية المرحلة.

كثيرًا ما يُصاب المرضى بفقدان السمع الحسِّي العصبي الذي ينتج عن تشوهات الأذن الداخلية أثناء الطفولة المُتأخّرة أو المراهقة المُبكّرة. قد يكون لدى الأفراد المُتأثرين أيضًا عدسات مشوَّهة في العين «العدسة الأمامية»، وتلوُّن غير طبيعي بالأنسجة الحساسة للضوء في مؤخرة العين «شبكية العين»، ولكن نادرًا ما تؤدي هذه تشوهات إلى فقدان البصر.

يُعدُّ فقدان السمع الشديد، وتشوهات العين، ومرض الكلى التدريجي أكثر شيوعًا عند الذكور المصابين بمتلازمة ألبورت من الإناث المصابات.

تصيب متلازمة ألبورت حوالي 1 من كل 50000 مولود جديد. [1]

أسباب الإصابة بمتلازمة ألبورت

تنتج متلازمة ألبورت عن وجود طفرات في الجينات (COL4A3) و(COL4A4) و(COL4A5)، حيث تحمل كلّ منها معلومات تصنيع بروتين يُسمى الكولاجين من النوع الرابع. يلعب هذا البروتين دورًا مهمًّا في الكلى، وتحديدًا في الهياكل التي تسمى «الكبيبات».

الكبيبات عبارة عن تجمُّعات من الأوعية الدموية المتخصصة التي تزيل الماء والفضلات من الدم وتُنتج البول. تؤدي الطفرات في هذه الجينات إلى حدوث خلل في النوع الرابع من الكولاجين في الكبيبات، مما يمنع الكلى من ترشيح الدم بشكل صحيح ويسمح للدم والبروتين بالمرور إلى البول. يحدث تندُّب تدريجي في الكلى، مما يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي لدى العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة ألبورت.

يُعد الكولاجين من النوع الرابع أيضًا مكوِّنًا مهمًّا في هياكل الأذن الداخلية، وخاصة عضو كورتي، الذي يحوِّل الموجات الصوتية إلى نبضات عصبية بالدماغ. غالبًا ما تؤدي التعديلات في هذا الكولاجين إلى خلل في وظيفة الأذن الداخلية، مما قد يؤدي إلى فقدان السمع. أمَّا في العين، فهذا البروتين مهم للحفاظ على شكل العدسة واللون الطبيعي لشبكية العين، فتؤدي الطفرات به إلى تشوُّه العدسات و تلوُّن الشبكية بصورة غير طبيعية. [1]

الجينات (COL4A3) و(COL4A4) و(COL4A5)

يحمل جين (COL4A3) تعليمات صنع مكوّن واحد من كولاجين النوع الرابع، وهو بروتين مرن. على وجه التحديد، يَصنع هذا الجين سلسلة (alpha3) من النوع الرابع من الكولاجين، حيث تتحد هذه السلسلة مع نوعين آخرين من سلاسل alpha4– alpha وalpha5 – لتكوين جزيء كامل منه. ترتبط جزيئات كولاجين النوع الرابع ببعضها البعض لتشكيل شبكات بروتين معقدة، ثم تُشكِّل هذه الشبكات جزءًا كبيرًا من الأغشية القاعدية، وهي هياكل تشبه الصفائح الرقيقة التي تفصل وتدعم الخلايا في العديد من الأنسجة. تلعب شبكات الكولاجين من النوع الرابع (alpha3-4-5) دورًا أساسيًّا بشكل خاص في الأغشية القاعدية للكلى، والأذن الداخلية، والعين. [2] [3] [4]

أعراض متلازمة ألبورت

تبدأ الأعراض في مرحلة الطفولة، وعادةً ما تكون العلامة الأولى للحالة هي وجود دم في البول، وقد تشمل الأعراض الأخرى لأمراض الكلى وجود البروتين في البول. بمرور الوقت، قد يعاني الشخص المصاب من تورُّم وضعف العظام، وآلام بالمفاصل. دون علاج، يُصاب المريض بالمرحلة النهائية لمرض الكلى.

يحدث ضعف السمع الحسي العصبي أو فقدان السمع بسبب الأذن الداخلية أو الأعصاب التي لا تعمل بشكل صحيح. يتطور فقدان السمع عادةً أثناء الطفولة المتأخرة أو المراهقة المبكرة، ويعاني معظم المصابين من الصمم في سن الأربعين، وتتميز متلازمة ألبورت أيضًا بتغيرات معينة في العين؛ منها ما يسمى ببروز العدسة الأمامي وهو الأكثر شيوعًا، ويتسبب في أن تصبح العدسة مخروطية الشكل، في حين يعاني آخرون من تلوُّن غير طبيعي لشبكية العين «اعتلال الشبكية النقطي»، مما قد يؤدي أحيانًا إلى فقدان البصر، وقد يعاني البعض من اعتلال البقعة الصفراء وهي جزء من العين يسمح بالرؤية المركزية الواضحة. [5] [6]

علاج متلازمة ألبورت

بالرغم من عدم وجود علاج محدد لمتلازمة ألبورت، فإن أهداف العلاج تشمل مراقبة تطوُّر المرض والسيطرة عليه وعلاج أعراضه. يُعد التحكم الصارم في ضغط الدم أمرًا مهمًّا للغاية من أجل الحفاظ على صحة الكلى قدر الإمكان، وتشير الأبحاث إلى أن مثبطات الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين، والأدوية الغالِقة لمستقبلات الأنجيوتنسين، والستاتينات يمكن أن تساعد علی تقليل تبوُّل البروتين وتطوُّر أمراض الكلى. ومع ذلك، غالبًا ما يكون علاج الفشل الكلوي المُزمِن ضروريًّا. يمكن أن يشمل ذلك تعديلات في النظام الغذائي وتقليل الأملاح. في نهاية المطاف، يتطوَّر الفشل الكلوي المزمن إلى المرحلة النهائية لمرض الكلى، مما يتطلب غسيل الكلى أو زرعها. عادةً ما يكون زرع الكلى في الأشخاص المصابين بمتلازمة ألبورت ناجحًا، ولكن أفادت بعض الدراسات أن حوالي 3-5٪ من المرضى الذكور الذين خضعوا للزراعة يصابون بالتهاب الكلى. [8] [7]

يتناول المريض علاجًا للأعراض الأخرى للحالة حسب الحاجة. على سبيل المثال، قد يوصى بإجراء تغيير عدسة العين. من المحتمل أن يكون فقدان السمع دائمًا، ولكن يمكن مساعدة الأفراد المتضررين باستخدام السماعات الطبية، كما تُعد الاستشارة وتعلُّم المهارات لزيادة التأقلم مفيدًا، مثل مهارة قراءة الشفاه أو لغة الإشارة، ويجب على الشباب المصابين بمتلازمة ألبورت استخدام أدوات حماية السمع في البيئات الصاخبة، وقد يوصى بالاستشارة الوراثية لشرح النمط المورّث للمتلازمة. [5]

شارك المقال:

6 Responses

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي