هل بإمكاننا تحميل بيانات الدماغ وتخزينها في المستقبل ؟!

copy

تمت مُقارنة العقل البشري في العقود الماضية بالساعات، الهواتف الخلوية والآن بالطبع يتم مُقارنة العقل البشري بأجهزة الحاسب الآليّ، ولكنّ العقل البشري ليس بأحد تلك الأشياء على الإطلاق! بل هو كيان مُنفصل بذاتهِ.
في الأفلام الخيالية القادمة، يستخدم الرجل الميت أحد الاجهزة الغريبة لنقل وعيه إلى جسد رجل أصغر، بافتراض أن العقل لديه نفس نظام البرمجة بكيفية تشغيل القلب، جهاز المناعة وخلافه! ولسوف نحتاج إلى ذاكرة البيانات من الشخص المطلوب لتنزيلها، ولكن إذا أردت تنزيل تلك البيانات من عقل شخصٍ ما ومن ثُم نقلها لعقل شخصٍ آخر هل من المُمكن أن يحدث ذلك؟

يعتقد العالم الشهير ستيفين هوكنج بحدوث ذلك، وأيضًا العالم المُستقبليّ (راي كورزويل-Ray Kurzweil) أشار إلى أننا نبعد 40 عامًا فقط على جعل ذلك حقيقة، فما الذي يمنعُنا من الآن؟
في البداية: يجب علينا تعلُّم قراءة المصادر من الدماغ، حيث يقوم العُلماء بدراسة كيفية قيام العقل البشري بتخزين الذكريات، لا تعمل الخلايا العصبية كما هو الحال في تخزين المعلومات على جهاز الحاسب، وبإمكان الخلية العصبية الواحدة أن تصنع 1000 رابط بينها وبين الخلايا المجاورة، على عكس الأجهزة التي تحتوي على خيارات التشغيل والإيقاف.
تُمثِّل قراءة الأفكار شغفًا كبيرًا للعُلماء، قام عُلماء جامعة كاليفورنيا بإجراء مسح على دماغ عدد من الأشخاص خلال مشاهدتهم لمقاطع الفيديو، ومن خلال استخدام المسح فقط تَمكَّن الجهاز من تحديد ما يقوم الدماغ بمُعالجته، وباستخدام (fMRI) لتتبُّع مسار الدم في الدماغ بتقنية ثُلاثية الأبعاد والتي تتبعت مناطق تُسمُّى (voxels)، وقام الباحثون بتدريب الأجهزة على ربط ما يتم رؤيته، وباستخدام تقنية كتلك التي تم استخدامها على لاعبي (Counterstrike) ورؤية متى بإمكان الشخص التحرك لليمين أو اليسار، أو ردود الفعل العاطفية تجاه مقتل شخصيته الوهمية، ولكن المشاعر مُعقدة للغاية لكي يتم قراءتها بعد.
تاليًا يجب علينا كتابة عقل بشريّ جديد وتعديل الخلايا العصبية كيميائيًا وارتباطها بالخلايا العصبية الأخرى وعدد الروابط العصبية في عقل شخص ما أو (Synapses)، وأشارت دراسة مطروحة في Nature كيف تتم تلك العملية بالتجربة على الفئران التي تحتوي على خلايا مُعدلة جينيًا ليتم تنشيطها عن طريق الليزر، وتُسمَّى تلك العملية (Optogenetics)، واستطاع الباحثون بتلك الطريقة معرفة كيف يتم كتابة ومحو الذكريات بل وزرع ذكرياتٍ في عقل فأر لديه خلايا مُعدَّلة جينيًا أيضًا.
لنفترض أنّه بإمكاننا كتابة وقراءة العقل البشري، فسوف نحتاج لنسخ تلك البيانات من عقلٍ لآخر، ولكن العقل البشري ليس يبدو كآلة تخزين كبيرة كالقُرص الصلب، تُقدَّر مساحته بما يُقارب 2.5 بيتا بايت، وإذا قُمت باستخدام ناقل USB 3.0 connection فإنك ستحتاج إلى 80 يومًا متواصلًا.
تكمُن المُشكلة الكُبرى في رسم العقل البشري بتفصيل ودقة لا مُتناهية، حيث يقوم العُلماء بمحاولة رسم شبكة العقل البشري وترجمتها إلى نظريتها في الحاسب الآليّ، ولكنّ الأفكار لا تعيش في خليةٍ عصبية واحدة، ولا يتم نقلها إلى مكانٍ واحدٍ أيضًا.
يتم بذل مجهود فائق لإنجاح تلك العملية، وبذل البلايين من الدولارات على ذلك المشروع الذي قد يكون واقعيًا في وقتٍ ما.

المصدر: http://sc.egyres.com/fKZWK
ترجمة :Sarah Abdallah
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تصميم:

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي