هل سمعت عن الحمية الكيتونية من قبل؟

7-Good-Reasons-To-Lose-Weight-Now

الحمية الكيتونية

من منا لم يعاني هو أو أحد أحبته من السمنة يوما ما؟ تمثل معظم الحميات الغذائية نوع من أنواع المعاناة بسبب الشعور الدائم بالجوع، والذي من شأنه إنهاء تلك الحمية للتخلص من هذا الشعور المؤلم. نلقي الضوء في هذا المقال على أحد أنواع الحميات الغذائية التي أثبتت فعاليتها مؤخرًا، ولاقت قبولًا واسعًا، ألا وهي حمية الكيتوجينك (kitogenic diet) أو كما يسميها البعض (حمية الشبع).

وبالرغم من الجهود المتواصلة من قبل المتخصصين في مجال التغذية، الا أن مرض السُمنة، كان ومازال أحد أهم مسببات الوفاة في العالم. يقدر عدد الوفيات الناتجة عن السمنة أو إحدى تبعاتها بحوالي 2.8  مليون شخص سنويا [1].

نبذة تاريخية عن الحمية الكيتونية 

بدأت القصة عام 1920م، عندما استُخدمت حمية الكيتوجينك كعِلاج فعَال لمرضى الصرع، ولاقت استحسانًا واسعًا في ذلك الوقت، لتأثيرها القوي على هذا المرض، بل أنه في بعض الحالات تمكّن المرضى من الاستغناء الكامل عن العقاقير. [2]

في عام 1960م، ذاع صيت تلك الحمية في مجال تخفيض الوزن بشكل واسع، بالإضافة لثبوت فعاليتها في العقد الأخير ضد العديد من الأمراض المنتشرة، كالسكري و متلازمة تكيّس المبايض وكذلك الأمراض المتعلقة بالأعصاب. كما كان لها تأثير إيجابي كبير في تقليل عوامل الخطر المؤديّة لأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية. [2]

أبرز ملامح الحمية الكيتونية

تتميز هذه الحمية عن غيرها من أنظمة خفض الوزن، بندرة الإحساس بالجوع، مما ينعكس بالإيجاب على تقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا. فما هو السر؟

تعتمد أجسامنا على سكر الجلوكوز -أحد أنواع النشويات- كمصدر أساسي لتوفير الطاقة اللازمة للقيام بجميع العمليات الحيوية في الجسم، ويعمل هرمون الأنسولين -هرمون الجوع- على تخزين الفائض من تلك الطاقة الناتجة على هيئة دهون في أماكن متفرقة من الجسم. وبالتالي في حال تم تقليل مستوى النشويات (Carbohydrate) والسكريات في الغذاء، يقل إفراز الأنسولين أيضًا، وفي النهاية ينخفض معدل تراكم الدهون  في الجسم لمستويات أقل. بعد عدة أيام (3-4 يوم) من تقليل نسب النشويات (أقل من 50 جرام في اليوم الواحد)، لا يكفي مخزون الجلوكوز في الجسم لتغطية احتياجات الجسم من الطاقة، مما يدفعه لإيجاد مصدر طاقة بديل للجلوكوز. يبدأ الجسم بحرق الدهون منتجًا ما يسمى بالأجسام الكيتونية (ketone bodies) عن طريق عملية تدعى تكوين الكيتون (ketogenesis) كمصدربديل للطاقة الناتجة عن حرق الدهون [2].

عادةً ما يحدث لبس لدى بعض المتخصصين في مفهوم طريقة عمل هذه الحمية، وهذا ما أوضحه عالم الكيمياء الحيوية هانس كربس عام 1966م [3]، حيث أن هناك عرض مرضي شهير لدى مرضى السكري من النوع الاول (المعتمد على الأنسولين) ويسمى (Pathological keto acidosis)، والذي يختلف عن ما يحدث في هذه الحمية ويدعى (Physiological ketosis)، حيث لا يتعدى تركيز الأجسام الكيتونية في الدم ثمانية مل مول لكل لتر، فلا يتسبب في تغيير درجة حموضة الدم كما يحدث في حالة مرضى السكري. من الجدير بالذكر أن كمية الطاقة الناتجة من الأجسام الكيتونية تلك، تفوق كمية الطاقة الناتجة عن جزئ الجلوكوز [2].

بعض الدراسات السابقة عن الحمية الكيتونية

في عام 2013م، قامت المجلة البريطانية للتغذية (British Journal of Nutrition) التابعة لجامعة كامريدج الشهيرة، بنشر نتائج عدة أبحاث هامة، تبنت فكرة المقارنة بين الحمية التقليدية منخفضة الدهون (أقل من 30% من الطاقة المستهلكة يوميًا من الدهون) وبين حمية الكيتوجينك منخفضة النشويات (أقل من 50 جرام في اليوم) على المدى الطويل. قام العلماء بالمقارنة بين الحميتين من حيث فعاليتهما في خفض الوزن وكذلك تأثير كل منهما على عوامل الخطورة التي قد تساهم في أمراض القلب والشرايين. وجاءت النتائج على غير المتوقع لتثبت فعالية حمية الكيتوجينك بالمقارنة بالحمية التقليدية، فقد تم إثبات مقدرتها على خفض كمية أكبر من الوزن، وكذلك خفض ضغط الدم بينما لُوحِظ إرتفاع بسيط في نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة (الضار) وكذلك البروتين الدهني عالي الكثافة (المفيد). وقد أوصت الدراسة بإجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على باقي العوامل الحيوية وخصوصا المتعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية. [4]

دور وسائل التكنولوجيا في انتشار الحمية الكيتونية

انتشرت في الآونة الأخيرة عشرات البرامج الإلكترونية المتاحة بشكل مجاني، كتطبيقات أجهزة المحمول لمساعدة متّبعي هذه الحمية. تقوم هذه البرامج  بحساب وإدارة نسب محتوى وجبات الطعام اليومية (الدهون والبروتينات والنشويات) ومن أشهر تلك التطبيقات (Carb Manager) و(FatSecret). تزامن ظهور مثل هذه التطبيقات مع إنشاء مجموعات أجنبية ومجموعات عربية أيضًا من خلال أشهر شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، ومن أشهر تلك المجموعات مجموعة (ابدأ كيتو) والتي يزيد عدد أعضائها عن 200 ألف عضو.

الآثار الجانبية للحمية الكيتونية

قد يعاني بعض متبعي هذا النظام من مشكلات عابرة، كالطفح الجلدي والحكّة كنتيجة لخروج نسبة من الكيتونات مع العرق وتراكمها على سطح الجلد الخارجي خصوصًا في فصل الصيف، مما يستدعي الاهتمام بالنظافة العامة للجسم. وقد يتعرض البعض الآخر لِمُشكلات أُخرى، مثل الإحساس العام بالضعف وألم الرأس وكذلك آلام العضلات، وسرعان ما تتلاشى تلك الآثار بمجرد تناول الأملاح والمعادن والفيتامينات الضرورية للجسم مثل عنصر البوتاسيوم والمغنيسيوم وبعض الفيتامينات.

إعداد: إنجي شمس
مراجعة علمية: أحمد فهمي
تدقيق لغوي: رنا السعدني

تحرير: نسمة محمود

المصادر:

  1. World Health Organization (2012). Obesity and overweight. Available
    at: https://www.who.int/en/news-room/fact-sheets/detail/obesity-and-overweight.
    https://www.who.int/features/factfiles/obesity/en/
  2. A. Paoli, A. Rubini, J. S. Volek and K. A. Grimaldi. Eur. J. Clin. Nutr. 67, 789–796 (2013).
  3. H. A. Krebs. Adv. Enzyme Regul. 4, 339–54 (1966).
  4. N. B. Bueno, I. S. V. de Melo, S. L. de Oliveira and T. da Rocha Ataide. Br. J. Nutr. 110, 1178–1187 (2013).
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي