ولادة أول طفلة من رحم متبرعة متوفيّة

181203143530-01-uterus-transplant-deceased-donor-exlarge-169
ولادة أول طفلة من رحم متبرعة متوفيّة||ولادة أول طفلة من رحم متبرعة متوفيّة

 

ولادة أول طفلة من رحم متبرعة متوفيّة
فريق عملية النقل وفريق عملية الولادة مع الطفلة
CNN

حاليًا، يُعتبر التبرّع بالرحم متاحًا -فقط- لمن لديهنّ أفرادًا من عائلتهن ينوِين التبرع، ولكن مع نقص عدد المتبرعات، فإن التقنيّة الحديثة قد تساعد في زيادة فرص الحمل للعديد من النساء، فأُعلِن عن ولادة أوّل طفلة من رحم منقول من متبرّعة متوفيّة، وفقًا لدراسة حالة من البرازيل نُشرت في (THE LANCET)، وتُعتبر هذه الدراسة، الأولى من نوعها في أمريكا اللاتينية.

 أهمية التقنية الجديدة

توضح الاكتشافات الجديدة إمكانية نقل الرحم من متبرّعات متوفيّات، مما يعطي أملًا جديدًا لكل النساء اللاتي يعانين من عقم -نتيجة لمشكلة في الرحم- وذلك دون الحاجة لمتبرعات أحياء، وعلى الرغم من أن النتائج والآثار المترتبة على عمليات نقل الرحم من متوفيات أو أحياء لم تُقارن بعد، فإن التقنيات الجراحية والمعالجات المناعيّة تبدو واعدة.

يقول داني إيزنبرغ، طبيب بكلية الطب، جامعة ساو باولو، والقائم على البحث:

«إن الاستفادة من المتبرعات المتوفيّات في هذه العمليات يوسّع المدخل للعلاج، فالنتائج التي توصلّنا إليها تُثبت وجود خيار جديد للنساء المصابات بعقم الرحم»

ويكمل:

 «عمليات نقل الرحم من متبرعات أحياء كانت مَعّلَم طبي عظيم فتح الطريق لإمكانية ولادة أطفال من نساء تعاني من العقم؛ ذلك مع وجود متبرّعات مناسبات بالإضافة إلى الإمكانيات الطبية المطلوبة…».

فقبل وجود عمليات نقل الرحم، كان الخيار الوحيد لامتلاك طفل هو التبني أو الاتجاه لتأجير الأرحام.

إحصائيات عن عمليات نقل الرحم

كانت هناك (10) حالات نقل للرحم من متوفيّات، والتي تم بعضها في الولايات المتحدة، والتشيك، وتركيا، ولكنها الوحيدة التي نتج عنها ولادة لطفل حيّ.

وقد كانت أول ولادة عن نقل رحم من متبرّعات أحيّاء في السويد، في سبتمبر 2013، ونُشرت -أيضًا- في (THE LANCET).

إجمالًا، في هذا المجال، هناك (39) عملية من هذا النوع، نتج عنها إحدى عشر ولادة إلى الآن.

يؤثر العقم على حياة (10%) إلى (15%) من الأزواج، فواحدة من كل (500) امرأة تعاني من تشوهات الرحم إما نتيجة عيوب خُلقيّة أو الإصابة بعدوى أو الاستئصاله.

تفاصيل الجراحة

أُجريت الجراحة في سبتمبر (2016)، مُستقبلة الرحم كانت ذات (32) عامًا لا تمتلك رحم نتيجة لمتلازمة (عدم التخلق المولري – MRKH)، وهي حالة يكون فيها الرحم أو المهبل غير مكتمل النمو أو غير موجود. 

وقد تم إجراء إخصاب بالأنابيب قبل نقل الرحم للمُستقبلة بأربعة أشهر، نتج عنها (8) بويضات مخصّبة، تم حفظها في درجات حرارة منخفضة.

أما المتبرّعة فكانت ذات (45) عامًا والتي تُوفّيت نتيجة (نزيف في الطبقة تحت العنكبوتية – subarachnoid haemorrhage) وهي جلطة دماغية ينتج عنها نزيف على سطح المخ.

في جراحة استغرقت (10) ساعات ونصف، تم نقل الرحم من المتبرعة إلى المستقبلة، وتضمنت الجراحة ربط رحم المتبرعة بالشرايين والأوردة وقناة المهبل الخاصة بالمستقبلة.

بعد عملية النقل بخمسة أشهر، لم تظهر أية علامات تظهر رفض الجسم للرحم، ولم تُظهر الموجات فوق السمعية وجود تشوهات، كما أن المستقبلة كانت تمتلك دورة طمث منتظمة.

بعد سبعة أشهر من العملية تم زرع بويضة مخصبة، وكان هذا مبكرًا عن المُعتاد في عمليات نقل الرحم من أحياء -التي تتطلب سنة على الأقل بعد الجراحة-.

حالة المستقبلة والطفلة أثناء الحمل وبعد الولادة

بعد عشرة أيام من زرع البويضة، تم تأكيد حمل المُستقبلة، وبحلول الأسبوع العاشر من الحمل تم إجراء الفحص غير الجراحي قبل الولادة -طريقة لفحص تشوهات الكروموسومات أثناء نمو الطفل- ولم تظهر أي تشوهات، كما لم تُظهر الأشعة فوق السمعية في الأسابيع: الثاني عشر، والعشرين من الحمل وجود تشوهات. 

ولادة أول طفلة من رحم متبرعة متوفيّة
الموجات فوق الصوتية تظهر الطفلة طبيعية في الرحم المنقول CNN

طوال فترة الحمل، لم تعاني المستقبلة من أي أعراض سوى التهاب الكلى في الأسبوع ال (32) وتم التحكم به بالمضادات الحيوية.

وُلدَت الطفلة بالجراحة القيصرية بعد حمل دام لـ (35) أسبوع و(3) أيام، وكانت تزن وقتها (2550) جرام. وتم إزالة الرحم بعد الولادة ولم تظهر أي تشوهات به.

ولادة أول طفلة من رحم متبرعة متوفيّة
أول طفلة تولد من رحم متبرعة متوفاة
BY Dr. Wellington Andraus via AP

خرجت المستقبلة وطفلتها من المستشفى بعد ثلاثة أيام من الولادة، مع التوصية بتكرار المتابعة. وتم إيقاف العلاجات المثبطة للمناعة عند استئصال الرحم.

عند عمر السبعة أشهر وعشرين يومًا، ومع استمرار الطفلة على الرضاعة الطبيعية، أصبحت تزن (7.2) كجم.

فوائد عمليات النقل من متبرعين متوفين

لاحظ الأطباء القائمين على البحث بأن عمليات النقل من متبرعات متوفيات لها فوائد أكبر من نظيرتها التي تتضمن متبرعات على قيد الحياة، منها: إلغاء وجود المخاطر الجراحية التي قد تتعرض لها المتبرعات الأحياء، وإتاحة الأعضاء لوجود العديد من الدول التي تمتلك أنظمة قومية منظمّة جيدًا لتنظيم وتوزيع أعضاء المتبرعين المتوفيين، بالإضافة إلى أن زرع البويضات المخصّبة في هذا النوع يكون في وقت مبكر عن النوع الآخر، مما يقلل من المدة التي تتناول فيها المستقبلة المثبطات المناعية وهو ما يقلل من الآثار الجانبية لها وكذلك التكلفة.

عيوب عمليات النقل من متبرعين متوفيين

على الجانب الآخر لاحظ الأطباء -أيضًا- أن عملية النقل تتضمن جراحة خطيرة مما يتطلب من المستقبلة أن تكون بصحة جيدة لتجنب المشكلات التي قد تحدث خلال الجراحة أو بعدها.

كما لاحظوا بأنها تتناول جرعات عالية من مثبطات المناعة والتي قد تتضاءل مستقبلًا، وأخيرًا، كانت هناك كميات متوسطة من الدم المفقود، لكن تم التحكم بها.

التهيئة النفسية للمستقبلة وزوجها

وحضرت المُستقبلة وشريكها استشارات نفسية من مختصين قبل وأثناء وبعد الجراحة.

وضّح الطبيب أنطونيو بيلسير، إنه على الرغم من كون الإجراءات في هذا المجال تمثل نقلة علمية، إلا أنها ما زالت في مراحلها الأولى، وتدور حولها أسئلة عديدة بلا إجابة، فيقول:

«لكي يكون البحث مكتملًا في مجال ما -سواء عمليات النقل من أموات أو أحياء- يجب أن تزيد نسبة المواليد وتنخفض نسبة المخاطر التي قد يتعرض لها المشاركون في مثل هذه العمليات (المتبرعة والمستقبلة والطفل) وأن تكون الأعضاء متاحة بكمية مناسبة…».

 

ترجمة وإعداد: مي عبدالباسط
مراجعة علمية/تحرير: نسمة محمود
تدقيق لغوي: مي محسن

المصدرالأول 
المصدر الثاني
المصدر الثالث 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي