من هم أطبّاء الطاعون ولماذا كان يرتدي بعضهم معاطفَ طويلة وأقنعةً ذاتَ منقارٍ شبيهة برؤوس الطير؟ تلك الأزياء التي جعلت اختصاصيّي الطبّ في أوروبا في القرنِ السابعَ عشر يبدون في هيئةٍ غريبةٍ ومحيرة!
في هذا المقال القصير، نقدم لكم بعض التفسيرات التي ستساعدك على فهم الغرض من تلك الأزياء غير المألوفة.
كان لـ«أطباء الطاعون» الأوروبيين -وهم أطبّاء مُختصّون في علاج مرضى الطاعون الدبْلِيّ (bubonic plague)- مظهرٌ يتسم بالغرابة بسبب الأقنعة الشبيهة برؤوس الطير. كانت تلك الأقنعة غير التقليديّة تُستخدم كقناع غازٍ بدائيّ لمن يُمارس مهنة الطبّ في أوروبا في ذلك الوقت، وقد صُمِّمت لتحمي من يرتديها من الروائح الكريهة المُصاحبة للطاعون. اشتمل زيُّ الأطباء أيضا قبعةً ذاتَ حوافّ عريضة، ومعطفًا طويلًا، وعصًا خشبيّةً ساعدتهم في فحص المرضى من دون الاقتراب حدّ التقاطِ العدوى.
يرجع أوّل وصف لذلك الرداءِ لعام 1619م، عندما كتب الطبيب تشارلز دي لوم (Charles De Lome) لعائلة ميديتشي (Medici) واصفًا الرداء: «الأنف طوله نصف قدم (0.1524 متر)، شكله كالمنقار، ومليءٌ بالعطر»، يحتوي الأنف المعقوف على العديد من المواد من ضمنها: اللافندر (نبتةٌ عطرية)، والكافور، وإسفنجة خلّ أو أفيون، التي كان يُعتقد أنها تقي من مسببات العدوى في الهواء الملوّث.
في حين أنّ تلك الملابس الواقية مُوثّقة في الصور المتعلقة بالطّاعون من القرن السابعَ عشر وما بعده خاصةً في إيطاليا، لم تكن بالضرورة زيًّا ثابتًا للأطبّاء في لندن. كتب مات براون: «لا يوجد دليلٌ قويّ أن ذلك الزيّ تم ارتداؤه» [أي في العاصمة الإنجليزية]. وأكمل: «لا يُمكن أن يُستبعَد وجوده تمامًا، لكن يعتقد المرء أن يُذكر ذلك الزيّ المميّز في مذكّرات بيبس (Pepys diary)، أو أي مصدرٍ مباشر عن الطاعون».