اتّباعك للنظام الغذائي الذي يضم الخضراوات والفواكه والبقوليات والمكسرات مع خفض استهلاكك من اللحوم المعالجَة، المُصنّعة- مثل المقبلات- يساعد على حمايتك من مقدمات الاكتئاب، وهذا طبقًا لبحث نُشر في الدورية مفتوحة الوصول (BMC Medicine) لدراسة كبيرة على 15,093 شخصًا أشارت إلى أنّ الاكتئاب قد يكون مرتبطًا بنقص عدد من العناصر الغذائية.
لدينا الكثير من الأبحاث حول أثر اتُباع النظام الغذائي الصحي على تعزيز صحة الجسم، والقليل منها حول أثرها على صحة العقل. إنّ هذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها الباحثون لاكتشاف أثر التغذية الجيدة على معدل الإصابة بخطر الاكتئاب.
في هذه الدراسة قارن الباحثون بين ثلاثة أنواع من الأنظمة الغذائية:
- حمية البحر المتوسط: وهو نظام تكون الكمية الكُبرى التي يستهلكها الفرد هي الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب وزيت الزيتون، بالإضافة إلى كميات معتدلة من السمك ومنتجات الألبان والنبيذ، وكميات صغيرة أخرى من اللحوم غير السمكية. ويكيبديا(1)
- النظام نصف النباتي: أي تكون نسبة الأطعمة ذات الأصل النباتي أكثر من نسبة الأطعمة الحيوانية(2)
- مؤشر الأكل الصحي البديل لعام 2010: وهو مقياس لجودة النظام الغذائي طبقًا لسياسة التغذية لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية(3)
وقد اُستخدم نظام إحراز النقاط لقياس مدى التزام المشاركين بالنظام الغذائي الذي سبق أنْ اختاروه؛ أغذية مثل اللحوم والحلوى كانت تسجل بالسالب، بينما تسجل المكسرات والفواكه والخضراوات كنقاط إيجابية.
لماذا الخضراوات والفواكه والمكسرات؟
هذا بسبب الخصائص الغذائية الموجودة في البقوليات، وفي المكسرات (مصدر أحماض أوميجا-3 الدهنية)، والفواكه (مصدر للفيتامينات)، والخضراوات (مصدرللمعادن)، هذه العناصر الغذائية لها دور وقائي يساعد في التقليل من خطر الاكتئاب.
كان هؤلاء المشاركين بصحة جيدة وبعيدين عن الاكتئاب في بداية الدراسة التي بدأت عام 1999، في بداية المشروع تم ملء استبيانات تُقيم مقدار الاستهلاك الغذائي، ومرة أخرى بعد 10 أعوام، وأفاد ما مجموعه 1550 مشاركًا إما بخضوعه للتشخيص السريري بالإصابة بالاكتئاب، أو باستخدام عقاقير مضادة للاكتئاب، وكان متوسط الوقت بين بداية الدراسة ووقت التشخيص بالاكتئاب أو تناول مضاداته-والمسمى بمتوسط المتابعة- هو ثمانية سنوات ونصف السنة 8,5.
ارتبط الالتزام بنظام مؤشر الأكل الصحي البديل لعام 2010 مع أكبر انخفاض لمعدل الإصابة بالاكتئاب، ويمكن إرجاع هذا الأثر بالنظر إلى تشابه هذا النظام مع حمية البحر الأبيض المتوسط، إذ يشترك النظامان في كثير من المواد الغذائية مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، والخضار والفواكه والبقوليات والمكسرات، والتناول المعتدل للكحول التي يتضمنها كلا النظامين والتي يمكن أن تكون هي المسؤولة عن الانخفاض الملحوظ لمخاطر الاكتئاب، والمرتبط بالالتزام الجيد بالنظام الأول.
وأضاف كبير الباحثين (المودينا سانشيز فيليغاس- Almudena Sanchez-Villegas): «ربما يكون هناك حد أدنى من الالتزام بالنظام الغذائي يجب تجاوزه ليكون هناك فارق ملحوظ يظهر على المشاركين بعد اتباعهم للنظام الغذائي، وحتى الالتزام المتوسط بهذه الأنظمة ارتبط مع الانخفاض الحاد في خطر تطور الاكتئاب، بل وظهرت لنا فوائد أكثر عند الالتزام الدقيق بهذه الأنظمة.
لذلك، مع تجاوز هذا الحد الأدنى تنخفض حدة المخاطر، خصوصًا لو كان المشاركون أكثر صرامة حيال وجباتهم الغذائية، ويأكلون بطريقة أكثر صحية. يتوافق نمط الحد الأدنى اللازم لحدوث الاستجابة هذا مع الفرضية القائلة بأنّ عدم تناول كميات كافية من بعض المواد الغذائية- وهو الأمر الموجود بشكل أساسي في مستويات الالتزام المنخفضة بالأنظمة الغذائية- قد يمثل عاملًا في خطر الإصابة بالاكتئاب مستقبلًا».
ما يقيّد هذه الدراسة ويجعلها محدودة هو أنّ النتائج تستند على تسجيل الشخص لمعدل استهلاكه الغذائي، وتبليغه الشخصي عن تشخيصه السريري بالإصابة بالاكتئاب. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتنبؤ بدور العناصر الغذائية للمتطلبات العصبية الفسيولوجية وتحديد ما إذا كان أيّأ من المعادن والفيتامينات أو البروتينات والكربوهيدرات هي التي تسبب الاكتئاب.
ترجمة: Hanan Gamal
مراجعة: إسراء حسن
تصميم: Wael Yassir
المصدر: http://sc.egyres.com/espju