عندما بدأت في إعداد هذا المقال ارتبكت قليلًا في اختيار العنوان، ولكني سأكتفي بهذا العنوان التقليدي مؤقتًا ريثما يكون هناك مصطلح أكثر دقة.
في الحقيقة، نحن على وشك تغيير بعض المصطلحات التي اعتدناها منذ عقود، لأن تسارع التكنولوجيا أصابت ترجماتنا للكلمات الأجنبية ببعض القصور. أو بمعنى أدق وعلى سبيل المثال، ترجمة الكلمة المفتاحية في مقالنا هذا هي: (motorcycle). نعم، نحن دائمًا نطلق على الـ motorcycle اسم (الدراجة النارية) أو (الدراجة البخارية)، وربما هي مسميات مناسبة ومنطقية حتى هذه اللحظة، ولكن لا ريب إننا سنغير هذا المصطلح مستقبلًا بكلمة أشمل.
من تسلا إلى ألتا:
لعلنا قرأنا وشاهدنا في الآونة الأخيرة سيارات (تسلا) الكهربائية، ورأينا أن دخول عصر المركبات الكهربائية قد بدأ بشكل عملي ليفتح الآفاق نحو أفكار خيالية مع دمج كل المعارف المتراكمة في مجالات الميكانيكا والكمبيوتر والروبوتيكس بسلاسة في هذه الآلة الكهربائية.
بداية من عام 2007 بدأت مجموعة من المتحمسين في التفكير، في تصنيع أول motorcycle (سنسميه موتوسيكل) كهربائي لطرحه في الأسواق.
مارك فينيجشتاين Mark Fenigstein المدير التنفيذي ومؤسس شركة Alta Motors (التي قامت بصناعة أول موتوسيكل كهربائي أطلقت عليه ريدشيفت Redshift) يعترف بأن نجاحات (تسلا) في الأسواق قد مهدت لدراجاته الطريق للدخول إلى قائمة رغبات المستهلكين. يأمل فينيجشتاين أن تحظى دراجته بذات الثقة التى اكتسبتها تسلا في الأسواق، لتصبح شركته رائدة في مجال الدراجات الكهربائية. وهو الأمر الذي سيتطلب بضع سنوات لزيادة شغف وكسب شعبية لدى الأشخاص الدرَّاجين بدرَّاجته.
المنافسة في السباقات:
التحدي الأهم لشركة ألتا، هو إنجاز دراجتهم وتجهيزها للدخول في مسابقات الموتوسيكلات المختلفة. الهدف، هو إنتاج دراجات سريعة يجتاز بها الراكب الطرق الترابية، وينفذ بها القفزات فوق الأخاديد والحلبات الطينية بلا تردد.
يقول فينيجشتاين: (نحن نبحث عن أشخاص يتبنون منتجنا ومهاويس التكنولوجيا أو حتى المهتمين بالقضايا البيئية)، والمكان الأفضل للعثور على هؤلاء سيكون من خلال حلبات السباق، حيث تتبارى الشركات في عرض عينات من منتجاتها.
دراجات ألتا، يجب أن تخوض المنافسة مع الدراجات البخارية التقليدية وخاصة في سباقات الطرق الوعرة. وبدون انبعاثات ناتجة، فإن دراجة ريدشيفت إم إكس سيكون لها القدرة على المضي بعزم دوران ثابت، مما يعني حركة أسرع في المنحنيات وتباطؤ أقل في الطرق المُخدّدة.
هناك ميزة إضافية، في قيادة دراجة كهربائية وهي هدوؤها. فالدراجات التقليدية صاخبة حيث تكون مصدر إزعاج للمناطق المجاورة، وتتسبب في ذعر الناس والحيوانات، في المقابل، فإن ريدشيفت ليست صامتة تمامًا ولكن صوتها بالتأكيد لن يرهب الكائنات في دائرة قطرها ميلين.
البطارية هي الأساس:
الجزء الأهم في دراجات ألتا هو البطارية، حيث إن تكنولوجيا تصنيع بطارية ألتا يسمح لها بسعة تخزين أكبر وحجم ووزن أقل.
وكذلك فإن الموتور الخاص بالدراجة له حجم النصف لأي موتور آخر بنفس قدرته الكهربائية، كما يزعم فينيجشتاين.
لكن، يتبقى أن تصبح ريدشيفت قادرة على السفر لمسافات كبيرة، لأنه حينما يتعلق الأمر بالمضي لمسافات أكبر من 50 ميلاً، فإن الدراجة البخارية التقليدية ستكون الأنسب.
سنحتاج إلى الحديث بمزيد من التفصيل عن تكنولوجيا البطاريات والمواتير في مقالات لاحقة.
الإنتاج:
قبل أن تصبح دراجات ريدشيفت الخاصة بشركة ألتا شائعة في السوق يجب أن تتجه الشركة إلى الإنتاج الكمي، وهذه طريق صعبة. فكما يصرح فينيجسشتاين: (معظمنا لا يهتم بالتحديات التي ستواجه إقحام منتج كهذا إلى السوق، فهناك اختلاف ما بين النموذج المبدئي الجذاب والمتأنق والذي يبدو جاهزًا للسوق، وما بين المنتج التجاري الحقيقي).
في الوقت الحالي تم العمل على طرازين مختلفين من دراجات ريدشيفت وهما Redshift MX و Redshift SM والفارق بينهما هو أن Redshift MX مصممة للسير في الطرق الوعرة، وهذا ينعكس على طريقة صنع الإطارات والمرايا والكشافات الضوئية.
في المستقبل القريب سيتحول العالم تدريجيًا إلى مركبات تعمل بالكامل بالطاقة الكهربائية، مما يعني بيئة أنظف، أقل ضجيجًا وانبعاثًا للديسيبل. حينها سيكون علينا مراجعة ترجماتنا من جديد لأن الـ motorcycle لن تكون بأي حالِ من الأحوال هي نفسها الـ (الدراجة النارية/البخارية).
لذلك فإن التناقض بين «نارية» و«كهربائية» سيصير واضحًا، وحينها يجب تعديل العنوان إلى: (موتوسيكلات كهربائية).
—
مصادر:
إعداد وتصميم: إسلام درويش
مراجعة علمية: إسلام سامي
مراجعة لغوية: ريما رباح