نظرة عامة عن الاكتئاب
يعتبر الاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة التي تهدد الجميع باختلاف أعمارهم، فعلى الصعيد العالمي يعاني منه عدد كبير من الناس. وقد تختلف درجات حدته وصعوبة آثاره على الشخص بداية من التقلبات المزاجية العادية والانفعالات العاطفية التي لا تدوم طويلًا، كاستجابة لتحديات الحياة اليومية، إلى أن يصبح الاكتئاب حالة صحية خطيرة، لا سيما عندما يكون طويل الأمد وبكثافة معتدلة أو شديدة. ويمكن للاكتئاب أن يسبب معاناة كبيرة للشخص المصاب به، وتَردّي أدائه في العمل أو في المدرسة أو في الأسرة. ويمكنه أن يؤدي في أسوأ حالاته إلى الانتحار.
أعراض الاكتئاب
للاكتئاب أعراض كثيرة لكن سنسلط الضوء على ثلاثة جوانب: [2]
أعراض نفسية
- الإحساس المستمر بالحزن أو المزاج السيء
- الإحساس باليأس والعجز
- انعدام تقدير الذات
- الشعور المستمر بالذنب
- عدم وجود محفز لفعل شيء أو الاهتمام بالأشياء
- صعوبة اتخاذ قرارات
- صعوبة الاستمتاع بالحياة
- الشعور بالقلق والتوتر الدائم
- وجود أفكار انتحارية أو إيذاء الجسد
أعراض جسدية
- التحدث والتحرك ببطء عن المعتاد
- تغير في الشهية بالزيادة أو النقص ينتج عنه تغيرات في الوزن
- الشعور ببعض الألام والأوجاع الجسدية دون وجود تفسير
- فقدان الطاقة على فعل شيء
- ضعف الرغبة الجنسية
- ملاحظة تغيرات على الدورة الشهرية لدى الإناث
- اضطرابات في النوم
أعراض اجتماعية
- انخفاض الأداء في العمل
- تجنب التواصل مع الأصدقاء والمشاركة في أنشطة اجتماعية أقل
- إهمال ممارسة الهوايات التي تهتم بها
- وجود صعوبات في البيت والحياة العائلية
أسباب الاكتئاب
لا يوجد سبب واحد للاكتئاب، فقد تتعدد الأسباب والمؤثرات. عند بعض الناس، قد يكون السبب هو الضغوطات الحياتية، أو حدث مزعج خلال فترة زمنية، كموت أحد المقربين للشخص والحرمان منه أو الطلاق أو المرض أو بعض الاضطرابات في العمل والمشاكل المالية.[3]
أسباب مختلفة قد تجتمع معًا أحيانًا ويمكنها أن تسبب الاكتئاب. على سبيل المثال، يمكن أن تشعر بالعجز بعد المرض ثم تواجه أحداثًا مؤلمة كفقدان أحدهم، وبالتالي يصيبك الاكتئاب.
غالبًا ما يتحدث الناس عن أن سلسلة من الأحداث أدّت للإصابة بالاكتئاب، على سبيل المثال: إذا انتهت علاقتك مع شريك حياتك، ستشعر حتمًا بالعجز، ربما تتوقف عن رؤية الأصدقاء والعائلة وربما تزداد لديك عادة الشرب. فكل هذا بالضرورة سيجعلك تشعر بالسوء مما يجعلك أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. وقد رأت بعض الدراسات أن التقدم بالسن يصاحبه عرضة أكثر للاكتئاب، وهذا شائع جدًا بين الناس الذين يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.
في القائمة التالية سنلخص أهم الاسباب التي قد تؤدي لحدوث اضطراب الاكتئاب:
- التعرض لصدمات وخبرات حياتية سيئة في وقت مبكر من حياة الشخص: استهانة بعض الآباء في معاملة أطفالهم بحذر، قد تؤدي لترك آثار نفسية جسيمة على الطفل لتلازمه طوال حياته لدرجة وقد لا يستطيع التخلص منها.
- المضايقات: التعرض للمضايقات الجنسية أو التجارب العاطفية المؤلمة في وقت سابق من حياتك، يجعلك أكثر عرضة للاكتئاب.
- تاريخ العائلة مع الاضطراب: إذا عانى أحد افراد عائلتك من قبل من اضطراب الاكتئاب، على سبيل المثال الأب، أو أحد أخواتك أو إخوتك، فيوجد احتمال كبير بأنك ستصاب به.
- الوراثة: [4] بعض الجينات الوراثية قد تؤدي لحدوث العديد من الأمراض، لكن اضطراب الاكتئاب أكثر تعقيدًا، فقد تساهم العديد من الجينات الوراثية في حدوثه وبشكل غير مباشر، على عكس بعض الأمراض الوراثية البحتة والتي تحدث بشكل مباشر مثل (التليف الكيسي – cystic fibrosis).
- أحداث مضطربة: ويقصد بها الأوقات السيئة التي تمر عليك في حياتك كالطلاق وفقدان أحدهم.
- سمات شخصية: قد تؤدي بعض السمات في الشخصية كانعدام تقدير الذات والنقد الذاتي الحاد لحدوث ذلك الاضطراب.
- الشعور بالوحدة: الانفصال التام عن الأصدقاء والعائلة يمكن أن يجعلك أكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب.
- الكحول والعقاقير المخدرة: على عكس ما يتوقعه مدمنو المخدرات من تخفيف وطأة الصعوبات والضغوطات الحياتية عند تناول المخدرات، فالمخدرات تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
- التوتر والضغط العصبي:[5] يرى العلماء أن التوتر الضغط العصبي أحيانًا ما يتفاقم إلى العديد من الأمراض منها الاكتئاب.
علاج الاكتئاب
لا توجد إجابةٌ واضحة لتحديد ما إذا كان الاكتئاب قابلٌ للعلاج أم لا، حيث أن الاضطراب في حد ذاته مُعقد، وكذلك الوقت المطلوب لعلاج الحالة المرضية، فقد يتطلب العلاج أسابيع لدى بعض الأشخاص، وقد يمتد لعدة شهور متتالية تصل لـ 12 شهر لبعضٍ آخر، فقد يكون صراعًا يمتد لبقية حياته، حيث تظهر الأعراض وتختفي من وقت لآخر، ففي الحالة الأخيرة يكون العلاج الأكثر فاعلية هو (العلاج السلوكي – Cognitive Therapy) طويل المدى.
رغم ذلك، فالحياة بالكامل عبارة عن صراع في نهاية الأمر، وبالتالي فالمحاولة للتداوي واجبة، وأفضل بكثير من الاستسلام. بالتالي، إذا شعرت بوجود أي من الأعراض السابق ذكرها، وخصوصًا إذا أحسست بالتالي:
- وجود أي من الأعراض السابق ذكرها ولكن لا تشعر بتحسن مع مرور الوقت.
- إذا كان مزاجك يؤثر على على عملك واهتماماتك وعلاقاتك مع أصدقائك وعائلتك.
- إذا تبادر إلى ذهنك ولو لمرة أي أفكار انتحارية أو الرغبة في إيذاء نفسك.
فيجب التوجه لطبيبٍ مختص، فربما قد يتطور الأمر لدرجة يصعب وجود الحل عندها.
إعداد: Mohamed Halawa
تدقيق: Wael Yassir
المصادر:
[1] Depression Scientific Journals| OMICS International | Journal of Depression and Anxiety [Internet]. [Cited 2018 Oct 4]. Available from: https://www.omicsonline.org/depression-anxiety/depression-scientific-journals.php
[2] Symptoms [Internet]. nhs.uk. 2017 [cited 2018 Oct 4]. Available from: https://www.nhs.uk/conditions/clinical-depression/symptoms/
[3] Causes [Internet]. nhs.uk. 2018 [cited 2018 Oct 4]. Available from: https://www.nhs.uk/conditions/clinical-depression/causes/
[4] Is Depression Genetic or Environmental? [Internet]. Healthline. 2014 [cited 2018 Oct 24]. Available from: https://www.healthline.com/health/depression/genetic
[5] Sheikh K. Brain’s Dumped DNA May Lead to Stress, Depression [Internet]. Scientific American. [Cited 2018 Oct 4]. Available from: https://www.scientificamerican.com/article/brain-rsquo-s-dumped-dna-may-lead-to-stress-depression/