دماغك هو مركز التحكم في جسمك، وهو جزءٌ من الجهاز العصبي الذي يشمل أيضًا الحبل الشوكي وشبكة كبيرة من الأعصاب والخلايا العصبية. يتحكم الجهاز العصبي بكل شيء، من حواسك إلى عضلاتك في جميع أنحاء جسمك. عندما يتضرر دماغك، يُمكنه أن يؤثر في كثير من الأشياء المختلفة، بما في ذلك ذاكرتك، وإحساسك، وحتى شخصيتك. تشمل اضطرابات الدماغ أي حالة أو إعاقة تؤثر على الدماغ. ويتضمَّن هذا الحالات التي تنتج عن:

• مرض 
• وراثة
• إصابة صادمة

إصابات الدماغ

غالبًا ما تحدث إصابات الدماغ بسبب الصدمات الحادة التي يمكنها أن تضر بأنسجة المخ والخلايا العصبية والأعصاب، ويوثر هذا الضرر على قدرة الدماغ للتواصل مع باقي  الجسم. تشمل إصابات الدماغ ما يلي:

• التورم
• الجلطات الدموية
• الكدمات والرضات في أنسجة المخ
• الاستسقاء الدماغي، أو التورم داخل الجمجمة
• ارتجاج المخ
• السكتة الدماغية

وتشمل أعراض إصابات الدماغ:

• التقيؤ
• الغثيان
• صعوبة في الكلام
• نزيف من الأذن
• الخدر
• الشلل
• فقدان الذاكرة
• مشاكل في التركيز

وقد تتطور هذه الأعراض فيما بعد إلى:

• ارتفاع ضغط الدم
• انخفاض معدل ضربات القلب
• اتساع حدقة العين
• التنفس غير المنتظم

يعتمد العلاج على نوع الإصابة التي قد يتعرض لها الشخص، ويشمل العلاج بالأدوية أو إعادة التأهيل أو جراحات الدماغ.

حوالي نصف الأشخاص الذين يعانون من إصابات حادة في الدماغ يحتاجون إلى تدخل جراحي لإزالة أو إصلاح الأنسجة التالفة أو لتخفيف الضغط، أما أصحاب الإصابات الطفيفة قد لا يحتاجون إلى أي علاج بخلاف أدوية الألم. ويحتاج الكثيرون إلى إعادة التأهيل الذي يشمل:

• العلاج الجسدي
• علاج النطق واللغة
• العلاج النفسي

أورام الدماغ

تتشكل الأورام أحيانًا في الدماغ وتُمثل خطرا كبيرًا، وتُسمى حينها ورم دماغي أوَّلي، وفي حالات أخرى يُمكن للسرطان المتفشي في أي مكان آخر من الجسم أن يصل إلى المخ؛ ليُعرف الورم حينها بالورم الثانوي أو المنتشر. ,يمكن لأورام الدماغ أن تكون خبيثة (سرطانية) أو حميدة (غير سرطانية)،  يُصنف الأطباء أورام المخ إلى درجات 1، 2، 3، 4، حيث انه كلما ازداد الرقم كلما كان السرطان أكثر عدوانية.

مازال سبب أورام المخ غير معروف بشكل كبير، ويمكن أن يصيبوا الأشخاص في أي سن، وتعتمد أعراض أورام الدماغ على حجم ومكان الورم، لكن هناك بعض الأعراض الشائعة، مثل:

• الصداع
• نوبات مرضية
• خدَّر أو وخز بالذراعين أو الرجلين
• غثيان
• قيء
• تغير في الشخصية
• صعوبة في الحركة أو الاتزان
• تغير في السمع أو النطق أو الرؤية

يعتمد نوع العلاج على عديد من العوامل المختلفة، مثل حجم الورم وعمر المريض وصحته العامة، وبشكل عام يمكن علاج أورام الدماغ عن طريق:

• الجراحة
• العلاج الكيميائي
• العلاج الإشعاعي

أمراض الأعصاب

تؤدي الأمراض العصبية إلى تدهور الدماع والأعصاب بمرور الوقت، كما يمكنها أن تغير من الشخصية وتسبب الارتباك، بجانب تدمير أنسجة الدماغ والأعصاب. كما أن بعض أمراض المخ قد تتطور بتقدمك في السن مثل ألزهايمر (بالإنجليزيّة: Alzheimer’s disease) ويمكنها أن تُضعِف من الذاكرة وعمليات التفكير. وبعض الأمراض الأخرى جينية تبدأ في سن مبكر مثل داء تاي ساكس (بالإنجليزيّة: Tay-Sachs disease)، وتشمل الأمراض العصبية الشائعة الأخرى:

• داء هنتغتون
• مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS) أو داء لو غريغ (بالإنجليزيّة: Lou Gehrig’s disease)
• داء باركنسون
• جميع أشكال الخرف

وتشمل أعراض أمراض الأعصاب:

• فقدان الذاكرة
• النسيان
• اللامبالاة
• القلق
• التهيج
• فقدان التثبيط
• تغيرات المزاج

تسبب الأمراض العصبية ضررًا دائمًا، لذلك تزداد حدة الأعراض بتطور المرض، وتظهر أعراض أخرى مع مرور الوقت. ولا يمكن الشفاء من الأمراض العصبيّة، لكن العلاج يمكنه أن يُساعد في الحد من الأعراض والحفاظ على الحياة الكريمة، ويتضمن العلاج غالبًا استخدام الأدوية للتحكم في الأعراض.

الاضطرابات النفسية

الاضطرابات أو الأمراض النفسية هي مجموعة واسعة ومتنوعة من الحالات التي تؤثر في نمط السلوك، ومن تلك الاضطرابات شائعة التشخيص:

• الاكتئاب
• القلق
• اضراب ثنائي القطب
• اضطراب ما بعد الصدمة
• الفصام

تتنوع أعراض الأمراض النفسية تبعًا للحالة نفسها، وقد يعاني الأشخاص المختلفون نفس الحالة المرضية بطرق مختلفة، لذلك ينبغي عليك التحدث مع طبيبك إن لاحظت تغيُّرًا في سلوكك أو نمط تفكيرك أو مزاجك.

النوعين الرئيسيين في علاج الاضطرابات العقلية هما الأدوية والعلاج النفسي، وتختلف الأساليب المناسبة لكل حالة، ويرى البعض أن الدمج بين النوعين يعد الأكثر فعالية.

إن كنت تعتقد أن لديك اضطرابًا نفسيًا، فمن المهم أن تتحدث من طبيبك للحصول على خطة علاج تناسبك، ولا تحاول أن تعالج نفسك بنفسك رغم المصادر المتوفرة.

عوامل الخطر لاضطرابات الدماغ

يمكن أن تؤثر اضطرابات الدماغ على أي شخص، وتختلف عوامل الخطر باختلاف نوع الاضطراب.  

يكثُر شيوع إصابات الدماغ الحادة لدى الأطفال دون سن 4 سنوات، والشباب البالغين بين 15 و 25 سنة، وفي عمر 65 وأكثر.  ويمكن أن تؤثر أورام المخ على الناس في أي سن، وتعتمد عوامل المخاطر على الجينات الخاصة بكل فرد وتعرضه لعوامل خطر بيئية محيطة به مثل الإشعاع. ويعتبر كبار السن ووجود تاريخ للمرض في العائلة من أهم عوامل الخطر للأمراض العصبية.

الاضطرابات النفسية شائعة جدًا، فقد اختبر حوالي 1 من كل 5 بالغين أمريكيين حالة اضطراب نفسي، وقد يرتفع خطر التعرض لتلك الاضطرابات في حالة:

• تاريخ العائلة يحتوي على المرض النفسي
• التعرض لتجارب الحياة الصادمة أو المُجهدة
• تعاطي المخدَّرات أو الكحوليات
• التعرض لإصابة صادمة للدماغ

تشخيص اضطرابات الدماغ

يمكن لطبيب الرعاية الأولية أو أخصائي الأعصاب تشخيص اضطراب الدماغ. من المرجح أن يقوم الطبيب بإجراء اختبارًا عصبيًا للتحقق من البصر والسمع والاتزان، وقد يُجري الطبيب مسحًا للدماغ لمساعدته في التشخيص، وأكثر أدوات التصوير التشخيصية شيوعًا هي الأشعة المقطعية (CT)، و أشعة الرنين المغناطيسي (MRI)، و التصوري المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).

كما قد يحتاج الطبيب لدراسة سائل المخ والحبل الشوكي، ويساعد ذلك في التعرف على نزيف الدماغ والالتهاب وغيرها من المشاكل. ويتم تشخيص الاضطرابات النفسية غالبًا بناءًا على تقييم الأعراض والتاريخ المرضي.

التوقعات على المدى الطويل

تعتمد التوقعات بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات الدماغ على نوع وشدة الاضطراب. يسهل علاج بعض الحالات بالأدوية والعلاج، فمثلًا يعيش ملايين الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية حياة طبيعية على نحو كامل.

بعض الاضطرابات الأخرى مثل أمراض الأعصاب وبعض إصابات الدماغ الصادمة لا يمكن شفائها، ويواجه المصابون بها تغييرات دائمة في سلوكهم وقدراتهم العقلية وتعاملاتهم، يساعد العلاج في تلك الحالات على التحكم بالمرض وتخفيف الأعراض ومساعدة المريض بالاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الاستقلال.