بخارى (Bukhara) أو (Buxoro) باللغة الأوزبكية؛ هي عاصمة مقاطعة بخارى في أوزباكستان الحالية. تقع على بعد حوالي (140) ميل / (225) كم غرب مدينة سمرقند جنوب وسط أوزباكستان على نهر (زرافشان)، كانت تلك المنطقة مأهولة بالسكان منذ حوالي ما لا يقل عن خمسة آلاف عامٍ.
عاصرت مدينة بخارى تقريبًا نصف هذه الفترة حينما وقعت المدينة على طول طريق الحرير، فأصبحت مركزًا تجاريًا وثاقفيًا وعلميًا مرموقًا، وقد بُنيت المدينة في أوائل عهدها بالقرب من الأنهار نظرًا للمناخ شديد الحرارة الذي تشهده مناطق وسط آسيا، فظهرت بها الزراعة منذ زمنٍ قديم، وشُيّدت الكثير من قنوات المياة في جميع أنحاء المدينة، وبشكل خاص على طول طريق القوافل التجارية لخدمة التجار وحيواناتهم وتزويدهم بالمياه.
دخلت بخارى عام (500) ق.م ضمن سيطرة الإمبراطورية الفارسية، ثم انتقلت إلى سيطرة الإسكندر الأكبر (356 – 323) ق.م، ومن بعده تحت سيطرة الدولة السلوقية الإغريقية (312 – 63) ق.م، ومن بعدها وقعت تحت سيادة اليونان (250 – 125) ق.م، حتى دخلت بعدها تحت سيطرة الإمبراطورية الكوشانية (105 – 250) ق.م، وبعد سقوط الأخيرة؛ سيطرت بعض القبائل المنغولية على المدينة التي شهدت في عهدهم قمة الانحطاط والانحدار حتى وصلت إليها القوات العربية الإسلامية عام (650م / 29هـ)؛ حيث وجد العرب مدينة بها مجموعة من الشعوب متعددة الأعراق والعقائد، لم يعتنق أهل المدينة الإسلام إلا بعد أكثر من قرن ونصف من دخول المسلمين إليها، عندما أصبح الإسلام الدين الغالب على معتقد ساكن المدينة.
أصبحت المدينة عاصمة الإمبراطورية الفارسية السامانية (819 – 999) م؛ حيث شهدت في عهدهم قمة الازدهار التجاري والثقافي والعلمي، واشتهر منها الإمام البخاري (إمام الحديث)، وفي عام (999) م سقطت المدينة في أيدي (القراخطائين)، ومن بعدهم سيطر (خوارزم شاه) على المدينة وظلت تحت سيطرته حتى دخلها المغول عام (1220) م.
وقبلها بعام؛ حاصر المغول مدينة (فاراب)، التي استعصت على المغول لشهور من الحصار، وكلّف هذا الحصار المغول الكثير من رجالهم وعتادهم حتى استطاع (جنكيز خان) دخول المدينة بعد حصارٍ دام ستة أشهر تاركًا حامية عليها، ثم توجه بالقسم الأعظم من جيشه إلى بخارى التي لم تكن بأقل من سابقتها من المنعة والتحصين، حتى استطاع المغول دخولها عام (1220) م، وفقًا للمؤرخين؛ فإنَّ (جنكيز خان) عند دخوله للمدينة، لم يرتكب الكثير من الفظائع التي كان يرتكبها بنو جلدته عند دخول المدن، مثل خراسان وغيرها، فقد اتخذ مسارًا بين العقاب والرحمة عند دخوله بخارى؛ فلم يعاقب أهل المدينة الذين أعلنوا استسلامهم للمغول، بينما كان له موقفٌ شديد القسوة مع حامية المدينة في الحصن، فقتل منهم ما يزيد على ثلاثين ألف رجلٍ، وفرَّ الباقي، بينما جنَّدَ (جنكيز خان) من تبقى منهم.
إعداد: عمر بكر
تدقيق لغويّ: Mahmoud Khalifa
المصادر: