سلسلة تخطيط المدن التاريخية – تخطيط المدن الفرعونية

15380319_1401452289885439_3126554331658392459_n

|||||

يتميَّز وادي نهر النيل بالتُربةِ الخِصبة والمناخ المعتدل، مِمَّا يُساعدُ على تكوينِ مُجتمعٍ عُمراني. وكان الوادي محميًّا بالطبيعة، فالجبال والصحراء والبحار أدت لمدة طويلة إلى عملِ الحماية من الغزو وتعزيز إقامة المجتمعات.

15304461_1401450846552250_4226870497571179365_o

 

حضارة ما قبل الأسرات:

عُرِفَت مصر في الفترة من 5000-3000 ق.م باسم مِصر ما قبل عصر الأسرات، ويمكن تقسيم حضارة مصر في هذة الفترة إلى قسمين:

  • حضارة مصر السُفلى: وتشمل حضارات مرمرة – العمرى – الفيوم – المعادي.
  • حضارة مصر العُليا: وتشمل حضارات نفادة (شمال الأقصر) – البداري – تاسا.

وتُوضِّح الحفريات مساكنَ هذه الحضارات ومخازن الغلال والمدافن وطريقة توزيع التجمعات.

قال بعض المؤرخين عن حضارة نفادة أنَّ مُدُنها كانت ذات أشكالٍ مُستديرة وبيضاوية، وتحيط بها أسوارٌ من الطوب اللبِن ومُزوَّدة بدعائم.

حضارة الأسرات:

وتمتد هذه الفترة من 3200-2200  ق.م، حيث وَحَّد الملك مينا المملكتين في وحدةٍ سياسية عاصمتها ممفيس.

نشأة المدن:

نشأت التجمعات أولًا على حافة الصحراء كلما أمكن لتحاشي مياه الفيضان، ثم نشأت تجمعات أخرى لاعتباراتٍ سياسية وعسكرية وغيرها في دلتا النيل وواديه على الأرض الزراعية. وإِثرَ ارتفاعِ منسوبِ الأرض الزراعية باستمرار، دُفِنت كثيرٌ من المراكز والتجمعات التي كانت عامرةً بالسكان بصفةٍ دائمة.

تخطيط المدن:

في عصر ما قبل الأسرات كانت التجمعات منفصلةً عن بعضها وتحكم نفسها بنفسها. ومنذ بداية حُكمِ الملك مينا، قام الحُكم على أساسٍ دِينيٍّ حيث تمَّ بناء مدينةٍ للموتى، وهي عبارة عن مصاطب موضوعة في صفوفٍ منتظمة تفصلهم شوارع متوازية ومُتقاطعة. ثم تم بناء مدنٍ للعبيد والحِرفيين الذين ساهموا في بناء الأهرامات والمقابر الملكية، وهي عبارة عن حجرات أو خلايا مبنية بالطوب النيء المُجفَّف في الشمس، تتجمع حول فناء داخلي، حيث تتصف بانتظامِ تخطيطها وامتداد شوارعها مع اتجاه البوصلة، فهناك تخطيطٌ شبكي في تلِّ العمارنة وكاهون وفي مدن الموتى. كما ظهرت المدن الدفاعية حيث تُقام الحصون في مواقع دفاعية متميزة، وأشهر القلاع والحصون هي التي بناها ملوك الدولة الوسطى في بلاد النوبة.

15370154_1401451009885567_1994864754403395499_o

مدينة تل العمارنة:

ويبلغ طول مدينة تل العمارنة حوالي 9 كيلومتر على الضفة الغربية للنيل، يخترقها ثلاثة شوارع رئيسية واسعة نسبيًّا، وتمتد مُوازيةً للنيل من الشمال إلى الجنوب، ويتوسطها الطريق الملكي، وتمتد هذه الشوارع بشكلٍ مستقيم، ويتعامد عليها شوارع عرضية، وتتجمع أحياءُ المدينة المختلفة حول القصور الملكية والمعابد والمباني الرسمية، كما تقع بيوت العظماء على الشوارع الرئيسية ويحيط بها الحدائق.

مدينة العُمَّال بتلِّ العمارنة:

وكانت تتمثل في مستعمرةٍ سكنية للعمال بعيدة عن المدينة الرئيسية، مربعة الشكل محاطة بسور، بها حائط يُقسِّم المدينة إلى قسمين، الأول للطبقة العليا نسبيًّا، والثاني للطبقة الفقيرة، والشوراع فيها متعامدة والمساكن متشابهة.

15384580_1401451469885521_5379026243958776830_o

مدينه خنت هاوس

بُنِيَت في عهد الأسرة الرابعة، وتُقابل الواجهة الشرقية للهرم، وشوراعها مستقيمة ومتعامدة، ومُقسَّمة إلى عدة أقسام، كلٌّ منها له صوامع حُبوبهِ ومستودعاتِه، يُحتمل أن تكون مدينةً سكنيةً للعمال الذين عملوا في بناء الهرم.

مدينة كاهون:

بُنِيَت لسكنِ العاملين على بناء هرم سنوسرت، وتبلغ مساحة المدينة 20 فدانًا، قُسِّمَت إلى قسمين يفصلهما حائط لفصل العمال إلى طبقتين، وشوارع المدينة شطرنجية الشكل تتماشى مع الجهات الأصلية من الشرق للغرب ومن الشمال للجنوب، وفي وسط كل شارع توجد قناة حجرية قليلة العمق سعتها 55سم تُستعمل للصرف الصحي، وبعض المساكن كان لها سقف مبني من الطوب النيء على شكل عُقود.

15392782_1401451646552170_820739866232793406_o

قرية دير المدينة:

تقع غرب الأقصر في وادٍ مُنعزل، شُيِّدَت لإسكان العاملين في بناء وزخرفة المقابر الموجودة بوادى الملوك. بُنِيَت في الأسرة الـ18، ولكنها نمت واتسعت خلال الأسرة 19 و20، وامتدت خارج أسوارها، وأصبح يسكن القرية من الداخل الطبقات العليا، وتسكن الطبقات البسيطة خارج الأسوار.

 

مدينه هابو:

اقامها رمسيس و تشمل معبد الاسرة 18 والقصر والمخازن وفناء المذبح والاحواش الداخلية والخارجية وصفوف المنازل المخصصة للكهنة والعاملين بالخدمات في المدينة، والبوابات حجريه ومحصنه يحيطها سور، وكانت الطوابق العليا مخصصة لسكن الحراس.

15349685_1401451873218814_4611495839762638494_n

مدينة فيلة :

جزيرة فيلة في اسوان كانت مركزا تجاريا وحصنا اماميا، حيث قام بتحصينها احد ملوك الاسرة الثالثة، ولم تكن الحصون القديمة منتظمة بل اقيمت في مواقع ذات اهمية استراتيجية عسكرية، ويتمشي تخطيط عام الحصن مع الطبيعة الكنتورية للارض.

مدينة حصون سمنا :

تحصينات سمنا تتكون من جزيرة اورنارتى وسط النيل وحصنى سمنا الشرقي والغربي علي جانبي نهر النيل، ويقع الحصن على تل مرتفع لحماية الجنوب، ويشبه الي حد كبير هضبة الاكروبول في التخطيط الاغريقي يحيط به حائط دفاعي ضخم وبداخله المعبد والمبانى الهامه


إعداد : Mostafa refeat
مراجعة علمية : Mahmoud Mohamed Ouf
مراجعة لغوية : mohamed elgohary
تصميم : Mostafa refeat

#الباحثون_المصريون
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي