تلف الطعام (أنواع التلف وأسبابه)

تلف الأطعمة

تلف أو فساد الأغذية عملية مستمرة، ينتج عنها تغيُّر في خواص الطعام، لونه، أو مظهره، أو رائحته، أو طعمه، وتحدث هذه التغيرات نتيجة لمجموعة من العوامل التي تؤثّر على الغذاء بدرجات متفاوتة فتجعله غير مقبول أو غير صالح للاستهلاك، مما يُهَدّد العديد من الكائنات التي تعتمد على هذه الأغذية، قد يكون هذا التغيُّر كيميائيّ، أو فيزيائيّ، أو بيولوجيّ.

فما هي أسباب ومظاهر تلف الأطعمة، وهل كل الأطعمة تتأثّر بهذه العوامل، و وكيف نحافظ على غذائنا من التلف.

قابليّة الطعام للفساد

تُصنَّف الأطعمة إلى ثلاثة أصناف على أساس سهولة التلف:

أطعمة سريعة التلف: أطعمة تفسد بسرعة ما لم تُتخذ أساليب وقائيَّة لحمايتها من التلف مثل: الحليب، والبيض، واللحوم، والأسماك، والدواجن، ومعظم الفواكه والخضروات.

أطعمة غير سريعة التلف: وهي أطعمة قابلة للحماية من التلف، ويمكن الاحتفاظ  بها لمدة طويلة إذا وُفِرت بيئة تخزين جيدة مثل: البطاطس والبصل، والمكسرات، والتفاح.

أطعمة بطيئة التلف: وهي أطعمة تقاوم عوامل الفساد لمدة طويلة جدًا إذا خُزِنت بشكلٍ صحيح مثل الحبوب، والفواكه المجففة، والبقول، والدقيق، والسكر، والعسل. [1]

أسباب تلف الطعام

هناك ثلاثة أسباب أساسيّة لتلف الغذاء قد تكون أسباب بيولوجيَّة، أو كيميائيَّة، أو فيزيائيَّة.

 وتشمل الأسباب البيولوجيَّة: نمو ونشاط الكائنات الدقيقة مثل البكتيريا، والفطريات، ونشاط الإنزيمات الغذائيّة، والأضرار الناجمة عن الآفات والحشرات، والقوارض.

وتشمل الأسباب الكيميائيَّة: التفاعل مع الأكسجين و الضوء، بالإضافة إلى التفاعلات الكيميائيَّة داخل مكوّنات الغذاء.

والأسباب الفيزيائيَّة: هي درجة الحرارة وسوء التخزين.

كل هذه العوامل يمكن أن تعمل معًا؛ على سبيل المثال: البكتيريا والحشرات والضوء، يمكن أنْ تعمل جميعها في وقت واحد لإفساد الطعام في حقل أو في مستودع. وبالمثل تؤثّر الحرارة، والرطوبة، والهواء في نفس الوقت على تكاثُر وأنشطة البكتيريا والأنشطة الكيميائيَّة للإنزيمات الغذائيّة.

يحدث معظم التلف في الأطعمة بسبب الكائنات الحيّة الدقيقة الموجودة في الهواء، والتربة، والماء، والأطعمة. تستخدم هذه الكائنات غذائنا كمصدر للعناصر الغذائيّة لنموهم الخاص، مما يؤدي إلى تدهور الغذاء ويجعل إمداداتنا الغذائيّة غير صالحة للاستهلاك. تُفسِد الميكروبات أي طعام بعدة طرق، سواء بزيادة عددهم، أو باستخدام المغذيِّات، أو من خلال إحداث تغييرات إنزيميّة من خلال تغيير النكهات، أو بتغيير مركبات الطعام إلى مركبات أخرى مختلفة. [2]

يعتمد معدّل التلف بسبب الكائنات الحيّة الدقيقة على قدرة هذه الميكروبات على النمو، والتكاثر. وهذا بدوره يتأثّر بمجموعة من العوامل مثل الماء، والأكسجين، ودرجة الحرارة، ودرجة الحموضة (Ph). الأطعمة التي تفسد بسرعة أكبر هي تلك التي تكون رطبة بنسبة أكبر من غيرها، وعلى النقيض من ذلك، فإن الأطعمة الجافة والحمضيّة والمبردة تكون أكثر مقاومة للتلف.

الرقم الهيدروجيني (Ph)

يُعد الرقم الهيدروجيني مقياس لمدى الحمضية أو القلوية. البيئات الحمضيّة لديها رقم هيدروجيني أقل من (7)، بينما البيئات القلوية لديها رقم هيدروجيني أكبر من (7). تميل الكائنات الحيّة الدقيقة إلى الازدهار عند رقم هيدروجيني متعادل تتراوح قيمته بين ( 6.6 – 7.5)، في حين أن معظم البكتيريا تثبط في درجة pH أقل من (4).

الماء

الماء هو مكون مهم لجميع الأطعمة، وحتى الأطعمة الجافة نسبيًّا مثل الخبز، والجبن تحتوي على أكثر من 35٪ من الماء. يمنع نقص المياه النمو الميكروبي. تعتبر البكتيريا على وجه الخصوص غير قادرة على النمو، والتكاثر في البيئات الجافة، وهذا هو السبب أن الأطعمة الأكثر جفافًا هي الأكثر احتمالًا أن تكون غير قابلة للتلف من قِبَل الخميرة والعفن. تتأثر نسبة المياه المتواجدة فى الطعام بالتجفيف وإضافة الملح أو السكر إليه.

الأكسجين

يمكن أنْ يُسبب الأكسجين تلف الغذاء عن طريق تعزيز عمل الكائنات الحيّة الدقيقة، لأن معظم هذة الكائنات تتطلب الأكسجين لتنمو وتتكاثر. يُساعد الأكسجين أيضًا على عمل الإنزيمات المشاركة في تلف الطعام وقادر على التسبب في تلف للأغذية بالتأكسُد على سبيل المثال، تلف التأكسد في جزء الدهون من الطعام مما يتسبب في أن يكون للأطعمة رائحة قوية وطعم سيء. [3]

فساد الطعام نتيجة تغيُّرات كيميائيَّة

التفاعلات الكيميائيَّة في الغذاء هي المسؤولة عن التغيُّرات في لون ونكهة الأطعمة أثناء المعالجة والتخزين. الطعام يكون أفضل ما يمكن عندما يكون طازج، ولكن بعد حصاد الفواكه، والخضروات، أو ذبح الحيوانات، تبدأ التغيُّرات الكيميائيَّة تلقائيًّا داخل الأطعمة وتؤدي إلى تدهور في الجودة. الدهون تنهار وتصبح ذات رائحة سيئة، والإنزيمات بشكل طبيعي تعمل على تعزيز التغيُّرات الكيميائيَّة الرئيسيَّة في الأطعمة مع مرور الوقت.

التلف الإنزيمي (الانحلال الذاتي)

كل كائن حي يستخدم بروتينات متخصصة تُسمى الإنزيمات لدفع التفاعلات الكيميائيَّة في خلاياه. تلعب الإنزيمات بعد الموت دورًا في تحلل الأنسجة، في عملية تسمى التحلل التلقائي (التدمير الذاتى أو التلف الإنزيمي). على سبيل المثال: بعض الإنزيمات في الطماطم تساعد على النضوج، ولكن الإنزيمات الأخرى تسبب اضمحلالها. فينتج الضرر على جلد الطماطم، ويمكن للفطريات أن تبدأ في الهجوم عليها أيضًا، فتعمل على تسريع عملية الاضمحلال.

الاحمرار الإنزيمي

عندما تُقطّع خلايا الفاكهة، والخضروات مثل التفاح والبطاطس والموز والأفوكادو وتعريضها للهواء، تتسبب الإنزيمات الموجودة في الخلايا في تفاعل كيميائيّ يتم فيه تحويل المركبات عديمة اللون إلى مركبات بنيّة اللون. ولكن إذا تم طهي الطعام بعد وقت قصير جدًا من تقطيعه، يتم تدمير الإنزيمات بالحرارة ولا يحدث اللون البني. على سبيل المثال، يكون التفاح عرضة لتغير اللون إذا فُتِح عندما يكون نيئًا، ولكن عند طهيه لا يتحول إلى اللون البني. [4]

التغيُّرات التي تحدث عند فساد الطعام

يظهر تلف الأغذية من خلال انخفاض في رائحة, أو طعم, أو القيم التركيبية، أوالغذائيّة للأطعمة. يتم سرد أنواع مختلفة من التغييرات غير المرغوب فيها التي تحدث بسبب التلف في الطعام على النحو التالي:

تغيُّر في اللون: الفواكه مثل الموز والتفاح تتحول إلى اللون الأسود بعد التخزين لفترة طويلة من الزمن مما يحدّ من قبول الطعام.

تغيُّر في الرائحة: رائحة سيئة من الزيوت والدهون الفاسدة، ورائحة مريرة من الرائب، وكذلك رائحة حامضة من المواد الغذائيَّة النشويَّة.

تغيُّر في القوام: تخثُّر الحليب، واللزوجة غير المرغوب فيها في الأطعمة المطبوخة الفاسدة.

تغيُّر في الملمس: بعض الخضروات مثل البطاطا، والجزر تخضع لكثير من التليين مما يؤدي إلى التعفن.

تغيُّر بسبب الأضرار الميكانيكيَّة: الأضرار الميكانيكية مثل الكسر في البيض، أو تلف في نسيج الفواكه والخضروات أثناء النقل. [5]

حفظ الطعام

يُعدّ حفظ الطعام عملية يُخَزّن الطعام خلالها بطرق خاصة. يمكن أن تساعد عملية الحفظ في تجنُّب إهدار الطعام من خلال الحفاظ عليه من التلف. يُمكِن حفظ الأطعمة المطبوخة أو غير المطبوخة بطرق مختلفة لاستخدامها لاحقًا. وتعتبر بعض هذة الطرق كالتالى:

  1. التجميد

يبقى الطعام المحفوظ في الثلاجة طازجًا لبعض الأيام. حيث لا تنمو الجراثيم بسهولة في الأماكن الباردة. لذلك يمكن الحفاظ على المواد الغذائيّة، مثل الفواكه، والحليب، والخضروات، والأطعمة المطبوخة عن طريق حفظها في الثلاجة.

  1. الغليان

بهذه الطريقة، يمكننا الحفاظ على الطعام لفترة قصيرة من الزمن. تُقتَل الجراثيم في الحليب بالبسترة، ويتم ذلك بغلي الحليب لبعض الوقت ثم تبريده بسرعة.

  1. التمليح

يمكننا إضافة الملح للحفاظ على المخللات والأسماك.

  1. التحليّة

يعمل السكر الزائد في الطعام كمادة حافظة. فيمكن أن نقوم بتخزين الطعام لفترة طويلة على شكل مربى وهلام بإضافة السكر.

  1. التجفيف

تُجفّف المواد الغذائيَّة في الشمس لإيقاف نمو البكتيريا فيها، ويتم الحفاظ على بعض الأطعمة، مثل المانجو الخام، والأسماك، ورقائق البطاطس بهذه الطريقة.

  1. التعليب

إزالة الهواء من الطعام ووضعه في علب محكمة الإغلاق حتى لا تنمو عليها الجراثيم، يتم الاحتفاظ من خلال هذا الأسلوب بالمواد الغذائية مثل الخضروات والأسماك ومنتجات الألبان. [6]

مميزات وعيوب حفظ الطعام

مزايا حفظ الأغذية

لا تنمو الجراثيم بسهولة في الأطعمة المحفوظة وتجعلها آمنة للاستهلاك، وتتيح لنا الحفظ والاستمتاع بالفواكه الموسميّة مثل الفراولة، والمانجو حتى في غير موسمها.

عيوب حفظ الطعام

يُستخدم الملح الزائد والسكر في حفظ الطعام الذي لا يفيد الصحة، كما قد تؤدّي بعض طرق حفظ الطعام إلى فقدان العناصر الغذائيَّة. [6]

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي