على مدار القرن الماضي وحتى يومنا هذا، شهدت المجالات الطبية إنجازات هائلة وأحداث هامة، لكنَّ حدثًا واحدًا ساهم في إسقاط أحد ألد أعداء الطب البشري عبر تاريخه -مؤقتًا- عبر ثورة طبية بدأت بملاحظة ثم اكتشاف ثم تطوير. في القرن الحالي، يعود العدو اللدود مُجددًّا أقوى مما كان عليه في السابق.
الحدث هو اكتشاف وتطوير المضادات الحيوية. كيف بدأت قصة المضادات الحيوية؟ إلى أي مدى قد تضرُّنا البكتيريا؟ هل زادت شراستها أم طورت مقاومةً ضد الأسلحة التي أسقطتها من قبل؟ في هذا المقال، تجدون الإجابات.

لطالما انشغل الأدباء، والمؤرخين، والشعراء بتيمة الطاعون، والمرض، والجوائح في أعمالهم الأدبية. نلحظ تواتر تلك الأعمال على الساحة الأدبية منذ القرون الوسطى، كما في قصص «ديكاميرون» (١٣٥٢) (The Decameron) لجيوفاني بوكاتشو (Giovanni Boccaccio)، و«يوميات عام الطاعون» (١٧٧٢) (A Journal of the Plague Year) لدانيال ديفو (Daniel Defoe)، وحتى عصرنا الحالي، كما في «العمى» (١٩٩٥) (Blindness) لجوزيه ساراماغو (José Saramago) الحاصل على جائزة نوبل في الأدب.

يُعرَّف الوباء (epidemic) على أنه مرضٌ ينتشر في نطاقٍ جغرافيٍّ محدد، بينما تُعرَّفُ الجائحة (pandemic) على أنها مرضٌ يتعدَّى انتشارُه الحدودَ الجغرافية والدولية. وتُعد الكوليرا والطاعون والجدري والأنفلونزا من أكثر الأمراض وحشيةً وقتلًا في تاريخ البشرية، فمثلاً الجدري فقط أدَّى إلى مقتل نحو 300 : 500 مليون شخص عبر التاريخ.
في السطور التالية نسرد أكثر الجائحات والأوبئة تغييرًا لمجرى التاريخ وتأثيرًا على حياة البشر عبر فتراتٍ تاريخيةٍ مختلفة.

طبقًا لإحصائيات مركز مكافحة المرض والعدوى (Centers for Disease Control and Prevention). فإن شخصًا من بين ستة أشخاص أمريكيين يُصاب بالعدوى سنويًا نتيحة الطعام المُلوث.

حديثًا يهاجم مرض السالمونيلا -في سمك التونة- مائتي شخصٍ على الأقل، وفي العام الماضي أصابت عدوى الليستيريا مائة وستة وأربعين شخصًا وأودت بحياة ثلاثين آخرين.

لذا سنعرض أكثر الجراثيم شيوعًا التي تنتقل خلال الغذاء، وأين تكمن لتقلل من إصابتك بهذه الكائنات المُجرمة.

◄ مقدمة تاريخية: كان عام 1817 في دلتا نهر الغانغ مشؤومًا بحق، حيث كان ميلاد وباء الكوليرا في كلكتا في البنغال، وفي خلال عامٍ كان