على مدار القرن الماضي وحتى يومنا هذا، شهدت المجالات الطبية إنجازات هائلة وأحداث هامة، لكنَّ حدثًا واحدًا ساهم في إسقاط أحد ألد أعداء الطب البشري عبر تاريخه -مؤقتًا- عبر ثورة طبية بدأت بملاحظة ثم اكتشاف ثم تطوير. في القرن الحالي، يعود العدو اللدود مُجددًّا أقوى مما كان عليه في السابق.
الحدث هو اكتشاف وتطوير المضادات الحيوية. كيف بدأت قصة المضادات الحيوية؟ إلى أي مدى قد تضرُّنا البكتيريا؟ هل زادت شراستها أم طورت مقاومةً ضد الأسلحة التي أسقطتها من قبل؟ في هذا المقال، تجدون الإجابات.

لُوحِظَت البكتيريا لأول مرة في عام (1676)، على يد (أنتوني فان ليفينهوك-Antonie Van Leeuwenhoek)، وهو باحث وعالم هولندي، كما أنه اخترع المجهر الضوئي البسيط، وأطلق عليه اسم (جزيئات الحيوانات–animalcules)، والمشتقة من الكلمة اللاتينية (animalculum)، والتي تعني الحيوانات الصغيرة.

هل تساءلت يومًا من أين تأتي تلك المضادات الحيوية أو ماذا يوجد في تلك الحبوب التي تكافح العدوى لأجلك؟

إذا شعُرت بأحد هذه الأعراض: حرارة مرتفعة، سعال، رشح من الأنف وضيق في التنفس، ففي الغالب أول ما سيطرأ في ذهنك هو أخذ جرعة عاجلة  لمضادٍ حيوي لكي تريحك من تلك الآلآم كافة. فهي وسيلة ناجحة اعتدناها في العلاج من الأمراض الموسميّة المُعديّة علي وجه الخصوص. لكن، بعد ظهور فيروس كورونا المٌستجد، ربما تحتاج إلى إعادة التفكير مرة أخرى!

استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى الفيروسية لن يُجدي بل سيؤدي إلى تفاقم مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ولكن لماذا؟ وما هي طرق مكافحة الفيروسات؟

تعتبر المضادات الحيوية في الشارع المصري الدواء لكل داء، متى أُصبت بالإنفلونزا أو شعرت بالحمى تجد من ينصحك بهذا المضاد الحيوي أو ذاك، فآثاره أكيدة ومفعوله سريع. لكن هل يُعد استخدامنا ذاك صحيحًا؟ أم قد ينقلب علينا الأمر ليتحول الدواء السحري إلى أحد أعداء البشرية؟ وكيف يؤثر استخدامنا الخاطئ للمضادات الحيوية في ظهور البكتيريا المقاومة؟ سنتعرف في هذا المقال على المضادات الحيوية، وطرق عملها، والمشكلات الناتجة عن استخدامها المتزايد.

كشفت الاختبارات على الصعيد المحلي عن 221 حالة من البكتيريا غير العادية والتي قاومت كل أو أغلب المضادات الحيويَّة المختبرة عليها؛ وهذا وفقًا لدراسة حديثة أجريت العام الماضي في مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)؛ وبذلك لم تعد تلك المشكلة بعيدة، بل إنها مشكلة تحاربها المستشفيات الآن.