نذهبُ اليوم في رحلةٍ للبحثِ عمّا يحدث وراء أعيننا، عن تلك المرة التي سرت بها عزيزي القارئ مُحلّقًا بأفق عينيك مُستسيغ طقس ذلك اليوم حيث لا أحد غيرك والشاطئ الذي تحبه والبحر من أمامك، ترفعُ عينك نحو البحر، فتصِلُ لآخر نقطة في أُفقك، لقد اتحد البحر مع السماء فاستشعرت كروية الأرض حتى صرت تبتعد عنها شيئًا فشيئًا حتى رأيتها كاملةً وخُيّل لك مدارها ثم المدارات التي تليها. أنت الآن خارج نظامنا الشمسيّ تواصل الابتعاد، ها قد بدأت تضح الرؤى، إنك تعرف تلك الأشكال لأنك طالما تحريّت عنها في سمائك الأرضية، كوكبات نجمية مختلفة، تبتعد أكثر فأكثر وها هو موطنك في ذراع المجرة، تستشعر وجوده لكنك لن تراه الآن من تلك النقطة، وها هي مجرة درب التبانة؛ فحدّق بها في خيالك جيّدًا لأننا قد وصلنا أخيرًا إلى وجهتنا. درب التبانة أو “الطريق اللبنيّ”.